الاثنين، 14 يوليو 2008

سربرينتشا...حضرت الذكرى و غاب المجرم



هل أثارت فيك تلك الصور أى نوع من المشاعر؟البوسنه و الهرسك .... هل سمعت عنهم أى شىء من قبل سوى الاسم ؟؟؟ماذا يعنى لك اسم "مذبحة سربرينتشا"؟تلك المجزرة التى كانت و مازالت جرح غائر في ضمير الإنسانية..إذا لم تكن تعلم شيئًا عن الامر ،فتلك السطور تلخص ماحدث:((هى مجزرة فظيعة شهدتها البوسنة والهرسك عام 1995 ، على أيدي القوات الصربية ، و راح ضحيتها حوالي 10 آلاف شخص و نزوح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة ، و تعتبر هذه المجزرة أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية ، تم تحميل الجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد مليشيا صرب البوسنة ، المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين و تشريدهم..))كنت أنا حينها طفلة صغيرة لم يتعد عمرى السنوات الخمس ..بالطبع لا أذكر شيئا عن تلك الاحداث الرهيبة ..كل ما تذكرته عندما كبرت و قرأت عن تلك المآسى بعض المعلومات التى اختزنها رغما عنى عقلى الطفل ذو السنوات الخمس..بعض الملصقات التى كنت اراها فى الشوارع ..نداءات للتبرعات ..استنكارات من بعض الدول...أناشيد حزينة مؤلمة ...
حروب البوسنة و الهرسك التى حدثت فى تسعينيات القرن الماضى- حينما كنا جميعا صغارا لا نعى شيئا- قد ضمت تنوعا لامثيل له فى أى حروب اخرى.. من ابادة عرقية و جرائم لا اخلاقية و اساليب رهيبة فى التعذيب و الانتقام..كما تعلمون جميعا أن جراح الأمة كثيرة حيثما توجه المسلم بناظريه في أي مكان من أماكن الأرض يجد أمة الإسلام تنزف دما ..ولكن لابد لنا من حسن إعداد أولوياتنا ليس من قبيل الأهمية ولكن من قبيل العجلة في ضرورة الجري بالعلاج إنقاذ الأمة لابد من ترتيب هذه الجراح بترتيبها الصحيح ليس من قبيل القيمة والقدر ولكنه من قبيل الحاجة الملحة للإستعجال في العلاج ..
جراحنا في شبه جزيرة البلقان و خاصة جراحنا في البوسنة والهرسك الذي دارت على أرضها رحى حرب راح ضحاياها أكثر من مائة ألف شهيد بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى وملايين المطردين والمشردين واللاجئين.كانت هى أصعب جراح هذه الأمة التي تنزف دما وتنزف شرفا وكرامة…
6.5 مليون من المسلمين تعرضوا لعملية إبادة جماعية كاملة عملية تطهير عرق كما يسمونها كاملة على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يتحرك ضمير هذا العالم الذي أثبت إدانته بنفسه وأثبت أن هذه الحضارة التي يسمونها الحضارة الغربية ليست على خلق وليست على قيم وأثبتت الأمة العربية أنها أبعد ما تكون عن أبسط المعاني الإسلامية..خلال الحرب التي شنها الصرب ضد المسلمين، قدر معهد دراسات البوسنة ان 90% من المساجد والمدارس والاثار القديمة قد دمرت واحيلت الى ركام على يد الصرب. فقد دمروا اكثر من 700 مسجدا واكثر من 850 مكتبة عامة ومقبرة اسلامية واثراً تاريخياً.واثر التطورات التي شهدها الاتحاد السوفيتي ـ السابق ـ ودول شرق اوروبا، صوّت 64% من الشعب البوسني في نوفمبر 1991 لصالح الاستقلال عن الاتحاد الفدرالي اليوجوسلافي، وفي عام 1992 اعترفت المجموعة الاوروبية باستقلال البوسنة.في اليوم التالي لذلك ـ الاعتراف ـ انهالت القذائف الصربية على شعب البوسنة وبدأ عدوانهم الذي استمر اربع سنين و يقولون انه لم يكن ايام الحرب يسمح لأي إنسان قادر على مسك السلاح بالخروج..كان يسمح فقط للنساء وللأطفال وللعجزة والمصابين بهذا لكن أي إنسان اخر من سن ستة عشر إلى سن ستين قادر على حمل السلاح لا يسمح له بالخروج ..!!شهدت تلك السنون الاربع الدامية عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى والمشردين من شعب البوسنة. فقد دمرت مدن المسلمين واحياءهم وابيد نسلهم ودفنوا في مقابر جماعية لازالت تكتشف لحد الان، وبيع ابناءهم في سوق الرقيق في دول اوروبا المتحضرة ..وهناك احصائيات تقول انه من الأمور المؤسفة أن العالم كله تكالب على استضافة الأيتام من أبناء المسلمين خاصة الفاتيكان التى استضافت ابان الحرب ثلاثة آلاف طفل وفرنسا خمسة آلاف طفل اضافة الى الاعداد الاخرى لباقى الدول النصرانية ..ويشترطون ألا يتعدى سن الطفل اثني عشر سنة حتى ينصروه بمنتهى السهولة..لم تتقدم دولة عربية أو إسلامية واحدة بقبول بعض هؤلاء اللاجئين الذين كانوا يقمعون على حدود الدول في هذا البرد القارس ليس لهم بعد الله من حامي..و لم تتحرك دولة مسلمة واحدة وتقول لما لا نأخذ بعض هؤلاء المقهورين كوسيلة من وسائل التخفيف عن إخواننا هناك ؟؟ اولسنا نحن بقادرين على أن نستضيف الآلاف وألا نترك هؤلاء الأبرياء لعمليات التنصير؟؟؟تركناهم و تأخرنا عليهم في ذلك تأخراً طويلا وكانت النتيجة هذه المأساة التي عاشها أخوة لنا في الدين وفي العقيدة ..يذبحون ذبح الشياه أمام ناظرينا ..يعتدى على دمائهم وعلى أعراضهم وعلى ممتلكاتهم وعلى ترابهم الإسلامي ويمحى هذا التراب من الوجود..والعالم الإسلامي ومن حوله ينظر ولا يكاد يتحرك

____________________________________



ليست هناك تعليقات: