الثلاثاء، 24 يونيو 2008

دعوة للتضامن مع فندق جراند حياة


القرار الجريء الذي اتخذه السيد عبد العزيز الإبراهيم ، مالك فندق جراند حياة الشهير في وسط نيل القاهرة ، بمنع تقديم الخمور في الفندق بكامله ، سواء المطاعم أو البهو أو المقاهي أو الغرف ، وتحطيم ما هو موجود منها لحظة إصدار قراره وهو يقدر بحوالي ثمانية ملايين جنيه مصري ، أثار ضجة لم تنته حتى الآن ، فقد تعاطف معه الملايين من المصريين والعرب ، باعتباره تشبها بالمشهد الإيماني القديم الجميل الذي فعله الصحابة رضوان الله عليهم عندما نزل قول الله تعالى "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" ، فأخرج كل من كان بالمدينة ما كان بداره من "جرار" الخمر فكسرها في الطرقات حتى سالت طرقات المدينة بماء الخمر المراق ، في استجابة فورية إيمانية للأمر الإلهي دون أي اعتبار آخر ، القرار أصاب دوائر كثيرة بالفزع ، وكلها دوائر النفع المباشر من تجارة الخمر أو السياحة ، غير أن أسوأ ردود الفعل كان ما صدر عن وزير السياحة المصري الذي اندفع في بداية الإعلان عن القرار إلى الهجوم عليه وتهديد الفندق بحرمانه من "راية" الخمسة نجوم ، إلى مستوى نجمتين أو ثلاثة ، بما يعني إهانته على مستوى التسويق السياحي ووضع سقف منخفض للقيمة الإيجارية وغير ذلك من توابع ، صحيح أن وزارة السياحة حاولت التراجع "التدريجي" عن هذا الهجوم الساذج والأحمق ، إلا أنه في المحصلة استفز الرأي العام المصري الذي يفترض أنه يعيش في دولة دستورها يقول بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع ، ولا أظن أنهم سيجدون مفتيا أو شيخا بالأزهر يمكنه أن يبيحه لهم ، حاليا على الأقل !، الهجوم "الوقح" على القرار الجميل لم يكن من وزارة السياحة وحدها ، وإنما من أقلام يسارية وعلمانية متطرفة ،لا يعجبها أي قرار أو نزوع جهة التدين بأي صورة من الصور ، وهذه الأقلام التي هاجمت إراقة زجاجات الخمر في فندق جراند حياة ، هي نفسها الأقلام التي هاجمت ـ ولا تزال ـ حجاب الفنانات المصريات المعتزلات ، وشنعت عليه دائما بوصفه "حجاب مدفوع الأجر" ، وأن هناك حملة خليجية على الفن المصري وأن هناك رجال أعمال يدفعون الملايين من أجل أن تتحجب الفنانات المصريات ، وهو كلام مترع بالتسطيح والانحدار إلى حد لا يليق حتى نقده أو التوقف عنده أو منحه أي قيمة من الجدية ، ومشكلة هؤلاء مع قرار عبد العزيز الإبراهيم أنه يصعب أن يحللوه وفق منطق هجومهم على الحجاب ، أي بدوافع مادية ، لأن الرجل من أثرياء الخليج ، كما أنه من الصعب تصور أنه خسر ثمانية ملايين جنيه بسهولة من أجل أن يحصل على مقابلهم بالإضافة إلى المخاطر الاقتصادية التي تتهدده بعد قراره ، مشكلة البعض هنا أو هناك ، أنهم لا يستطيعون تصور أن هناك شيئا اسمه "الإيمان" يمكن أن يحرك سلوك الإنسان في لحظة من اللحظات ، حتى لو تغير سلوكه بعد ذلك ، وأن هذه "اللحظة الإيمانية" لا يمكن ترتيبها أو رصدها أو فهمها بالمعايير المادية أيا كانت ، هي لحظة بث الحياة بالتعبير القرآني "أومن كان ميتا فأحييناه" ، معادلاتها ضميرية بحتة ، تعتمل في ضمير صاحبها وما يعلمه الله في قلبه فتنبثق فجأة ، كطاقة نور ، وهذا النور لا يتصوره "الماديون" ولا يفهمونه ولا يفترضون وجوده أصلا ، ولذلك فكل سلوك إيماني لا بد أن يحلل عندهم بنوازع مادية ، وقديما قالوا "إذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه" ، لأنه يقيس سلوك الآخرين ودوافعهم على نوازعه هو وما ألفه منها ، قرار مالك فندق جراند حياة قرار جميل وجريئ ، جدير بأن نتضامن معه جميعا وأن نحيي صاحبه ونشد على يديه ، وإن رغمت أنف وزارة السياحة المصرية ،وإن رغمت أنوف أقلام السوء والأنفس السوء .
_________________________
المصادر:

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

والله فخر للأمة ان تجد مثل ذلك الرجل في زمن عزُ فيه الرجال ماروعك ياستاذ عبدجالعزيز ستجد هذا كله عند الله لااقول لك شكر بل اقول لك شكر الله لك
ولتخسأ اعين الجبناء
محمد الأهدل
المملكه العربية السعوديه - المدينه المنوره

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
بجد هذا عار علي جبين المصريين لو لم ننصف هذا الرجل الذي قل ما يجد مثله في زماننا وربنا يستر علي مصر متولعش بسبب المسؤلين فيها
إيمان - من مصر

غير معرف يقول...

بارك الله لك و جزاك خير الجزاء في الدنيا و الآخرة.