الجمعة، 25 يوليو 2008

حكاية الشيخ المسلم والطفل اليهودي


في مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ -‏بمعنى كبير السن- ‏تركي عمره خمسون عاماً اسمه إبراهيم ويعمل في محل لبيع الأغذية . . . ‏هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد)، له من العمر سبعة أعوام .
اعتاد الطفل جاد ‏أن يأتي لمحل العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاته ...
‏في يوم ما، نسي جاد ‏أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فنادى عليه العم إبراهيم وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً !
‏أصيب جاد ‏بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة أخرى ...
‏فقال له العم إبراهيم :' ‏لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الشوكولاتة فهي لك' ...
‏فوافق جاد ‏بفرح ......‏
مرت السنوات وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الولد اليهودي ...

كان جاد ‏إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكة وعندما ينتهي يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه جاد ‏ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح جاد ‏الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر
وبعد ذلك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج جاد ‏وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته ...
‏مرت السنوات وهذا هو حال جاد ‏مع العم إبراهيم، التركي المسلم كبير السن غير المتعلم ! ‏وبعد سبعة عشر عاماً أصبح جاد ‏شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره ........‏
توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد ‏يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد ‏بعد وفاته كهدية منه لـ جاد ‏، الشاب اليهودي !
‏علم جاد ‏بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !
ومرت الأيام . . في يوم ما حصلت مشكلة لـ جاد ‏فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له ، فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله !
‏فتح جاد ‏صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها ، فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها ! ‏وبعد أن شرح جاد ‏مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـ جاد
‏ذُهل جاد ‏وسأله : ‏ما هذا الكتاب ؟
فقال له التونسي : ‏هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين !‏فرد جاد ‏وكيف أصبح مسلماً ؟
فقال التونسي : ‏أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة
فقال ‏جاد : ‏أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
أسلم جاد واختار له اسماً هو '‏جاد الله القرآني'
‏وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم ...
‏تعلم ‏جاد الله ‏القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني ..
‏في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم
وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد كُتبت الآية :
'‏أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة' !
‏فتنبه ‏جاد الله ‏وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ...
‏ترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها وأسلم على يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان ..
! وفاته ...
‏جاد الله القرآني ‏، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم،
قض في الإسلام 30 ‏سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ...
‏توفي ‏جاد الله القرآني ‏في عام 2003‏م
بسبب الأمراض التي أصا بته في أفريقيا في سبيل الدعوة لله ..
‏كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..
الحكاية لم تنته بعد . .
أمه
اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ،
أسلمت في العام الماضي فقط ، أسلمت عام 2005‏م بعد سنتين من وفاة إبنها الداعية ...
‏أسلمت وعمرها سبعون عاماً ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها إبنها مسلماً تحارب من أجل إعادته للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم، ذلك المسلم الغير متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام ! ‏وإن هذا لهو الدين الصحيح .. .
‏أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير . .
ولكن، لماذا اسلم ؟ يقول جاد الله القرآني ، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل '‏يا كافر' ‏أو '‏يا يهودي' ‏، ولم يقل له حتى '‏أسلِم' ... !
‏تخيل خلال سبعة عشر عاما لم يحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية !
‏شيخ كبير غير متعلم عرف كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن !
سأله الشيخ عندما التقاه في أحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين البشر
فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخر لأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من جميل العم إبراهيم !
يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور وكيفية دع المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب،
قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور
وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي: ‏هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟ ..
‏وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : ‏وهل تعرفه أنت ؟ ..
‏فأجاب الدكتور حجازي: ‏نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك . . ..
‏فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي: ‏ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا ! ..
‏فرد شيخ القبيلة: ‏أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني ! ..
‏فسأله الدكتور حجازي: ‏هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟ ..
‏فرد شيخ القبيلة: ‏لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله !!
سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟! ‏والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه،
__________________________________
المصدر: مدونة أنا وصاحبي

الأربعاء، 23 يوليو 2008

جزار سربرينيتسا في قبضة العدالة


وضعت أجهزة الأمن الصربية حدا لفرار الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش الذي ظل طيلة 13 عاما يرفض المثول أمام القضاء الدولي الذي يتهمه بارتكاب جرائم حرب.
وكانت محكمة الجزاء الدولية في لاهاي تعتبر كراديتش مسؤولا عن أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم في سربرنيتشا شرق البوسنة في يوليو/تموز 1995.


وكانت المحكمة تلاحق كراديتش (63 عاما) أيضا لدوره في حصار سراييفو الذي استمر 43 شهرا وأسفر عن مقتل نحو عشرة آلاف مدني.
ويعتبر الكروات ومسلمو البوسنة كراديتش وحشا فيما يبقى بنظر العديد من الصرب من أبطال الحرب الذي شهدتها البوسنة بين 1992 و1995 بعد إعلان استقلالها.

ولد كراديتش في 1945 في قرية بيتنيتسا في الجبل الأسود وأمضى طفولته في نيكسيتش قرب الحدود مع البوسنة. كان كراديتش يهوى الموسيقى الشعبية وكتابة الشعر وتأليف المسرحيات.
وكان والده الذي ورث عنه نزعته القومية المتشددة، اعتقل لمشاركته في حركة "التشيتنيك" التي قاومت النازية وأنصار تيتو الشيوعيين إبان الحرب العالمية الثانية.
عمل كراديتش طبيبا نفسيا في سراييفو في الستينيات ولم ينخرط في السياسة إلا عام 1990 وكان مرشده سلوبودان ميلوسوفيتش رئيس يوغسلافيا السابق الذي توفي في مارس/آذار 2006 في سجن محكمة الجزاء الدولية قبل انتهاء محاكمته.

وبعد سقوط جدار برلين، وصلت رياح التغيير التي عصفت بأوروبا الشيوعية السابقة إلى يوغسلافيا التي تفككت مع إعلان كل من الجمهوريات الست التي تؤلفها استقلالها عام 1991.
وسعى كراديتش مثل ميلوسوفيتش إلى إلحاق مناطق كرواتيا والبوسنة -التي يسكنها صرب- بصربيا. وقام بمساعدة الجنرال راتكو ملاديتش بـ"تطهير" البوسنة من العناصر غير الصرب ما أرغم أكثر من مليون شخص على الرحيل عن قراهم فيما قتل مائتا ألف شخص خلال الحرب.
وبموجب اتفاقات دايتون الموقعة في نهاية 1995، حصل كراديتش على "جمهوريته" "صربسكا" (الكيان الصربي في البوسنة) في حين تقاسم الكروات والمسلمون النصف الآخر من البلاد الذي عرف بالاتحاد الكرواتي المسلم.
وبعد أن أبعده ميلوسوفيتش عن اتفاقات دايتون وحظر عليه الظهور علنا قرر كراديتش التواري فانتقل إلى السرية مستعينا بشبكة قوية من الأتباع والمؤيدين الأوفياء والحراس الشخصيين. كما قيل إنه حظي بحماية من الشرطة وإنه وجد أحيانا ملاذا في الأديرة الأرثوذكسية الصربية.
وساهم إخفاق حلف شمال الأطلسي في اعتقاله رغم عدة عمليات نفذها، في نسج أسطورة حوله بأنه لا يمكن الإمساك به وقد وعدت وزارة الخارجية الأميركية بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لقاء أي معلومات يمكن أن تقود إلى القبض عليه.

______________________________

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية وجريدة الرياض

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

ماليزيا.. سحر الشرق


تتمتع ماليزيا بموقع جغرافي إستراتيجي بجنوبي شرقي آسيا، كما أن تطلعاتها المستقبلية نحو التقدم الصناعي كالدول المتقدمة قد جعلها محط إعجاب كثير من المراقبين.

الديانة الرسمية
يعتبر الإسلام الدين الرسمي للبلاد، ويكفل الدستور الماليزي حرية العقيدة؛ فبجانب المساجد تجد المعابد الهندوسية والبوذية والكنائس، ويمكنك القول إن كل الديانات العالمية الرئيسة لها أتباع في ماليزيا، وتمارس تأثيرها الثقافي على هذا البلد المتعدد الأعراق والألوان؛ فالمسلمون يشكلون 55% من السكان، أما معتنقو الديانات الصينية وهم خليط من الطاويين والبوذيين والكونفوشيين فيبلغون حوالي 15%، والنصارى من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية 10%، في حين تبلغ نسبة أتباع الديانات القبلية حوالي 5% من السكان، ممن يُسمّون بالبدائيين.

الوطنيون والأقليات
يمثل الملاويون حوالي 55% من إجمال السكان الذي يصل تعداد المسلمين فيه إلى أكثر من (13) مليون نسمة، بينما الصينيون يشكلون 33% من السكان، والهنود وخليط من الأعراق المختلفة وجنسيات أخرى بنسبة 12%. ويمكن تصنيف الجهات التي تقوم بالدعوة في ماليزيا إلى قسمين:1- جهات حكومية 2- جهات خاصة - جمعية (بركة الخيرية الإسلامية) بدأت في عام 1972 م، وكان قد رأس تنكو عبد الرحمن نديا مجلة أسمها نور الإسلام باللغة الصينية صدر منها (5000) عدد. هدف الجمعية الرئيس دعوة غير المسلمين من الماليزيين في الداخل حتى تصبح الأغلبية للماليزيين المسلمين. يغلب على الجمعية العقيدة الأشعرية، وللجمعية فرع خارجي اسمه (ريساب) يقوم بدعوة غير المسلمين والمسلمين في عدة دول، ولديهم حوالي (56) فرعاً، ومن أنشطتهم يقومون بإعداد الأئمة وتدريسهم بالجامعة الإسلامية بماليزيا.

الجمعيات الخاصة
  1. جمعية (ابيهر): تنهج نهج الإخوان المسلمين، ومتأثرون بالجماعة الإسلامية بباكستان. لديهم برامج إغاثة وفصول دراسية، ولديهم فرع خارجي اسمه (إسلامك أوت ريج). 2

  2. جمعية (الخادم): يرأسها الشيخ محمد حسين يي عبد الله، وكان معتنقاً للعقيدة الطاوية إحدى فرق الكنفوشيوسيه، ثم تحول إلى البوذية ثم اعتنق النصرانية، وصار مبشراً لها إلى أن مَنّ الله عليه باعتناق الإسلام منذ عام 1968 م. درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. ومن أنشطة الجمعية الزيارات والدروس للأطفال والكبار، ولديهم نشاطات اجتماعية وإنسانية وتربوية، ويقومون ببناء وقف، وهم بحاجة للمساعدة. 3

  3. جمعية ومعهد القبلة: يرأسه الشيخ إسماعيل العمر. درس في مكة (12) عاماً. والمعهد يدرس المنهج السلفي، ويكاد يكون هو الوحيد في ماليزيا الذي يطبق ذلك. لديه ما يقارب (170) طالباً وطالبة في شتى المراحل الدراسية، ولدى المعهد تزكيات من علماء المملكة. والمعهد بحاجة للمساعدة؛ لأنه يمر بضائقة مالية قد تؤدي إلى إغلاقه.

الحاجة إلى الدعوة
تُعدّ ماليزيا أرضاً خصبة للدعوة، خصوصاً لمن أحسن استغلال وسائل الإعلام كإنشاء إذاعة أو استئجار بث تلفزيوني بالقنوات المحلية. المثقفون بماليزيا يعتزون بالإسلام؛ لأنهم يعتبرونه هوية قومية لهم، ولكنهم غارقون بالجهل بأمور الشرع فبالإمكان كسبهم لصالح الدعوة إذا صيغ خطاب دعوي يلائمهم. عدد الصينيين في ماليزيا حوالي (6) ملايين نسمة، ودعوتهم ضعيفة؛ إذ إن النصارى منهم مليون ومائتا ألف، بينما المسلمون ستون ألف فقط، وهذا الرقم يبين ضعف الدعوه في ماليزيا. ويجب على المسلمين مراعاة فقه الأولويات والتركيز على الأصول والقطعيات والبعد عن النزاع في الجزئيات.

___________________________

المصدر: الإسلام اليوم

الاثنين، 21 يوليو 2008

رحلة أوائل الثانوية العامة


اعتمد رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر أسماء 64 صحفيا من صحفيي المؤسسة للسفر مع أوائل الثانوية العامة يوم 15 أغسطس القادم إلى إيطاليا وفرنسا، على الرغم من المخالفات التي رصدها الجهاز المركزي للمحاسبات في نفس الرحلة العام الماضي .وشهدت أروقة مؤسسة دار التحرير خلال اليومين الماضين حالة من الغضب بين الصحفيين ، وخاصة الذين تقدموا للسفر ولم يتم اختيارهم ، مما جعل البعض يتهم الإدارة بمحاباة بعض الصحفيين على زملائهم .

وتقدر مصاريف صحفيي مؤسسة دار التحرير الذين سيرافقون البعثة والبالغ عددهم 64 فردا ما يقارب 900 ألف جنيه من جملة التبرعات التي تبلغ حوالي مليون جنيه لأوائل الثانوية العامة.ومعروف أن مصاريف هذه الرحلة تأتي في صورة تبرعات من بعض الوزارات والبنوك ورجال الأعمال للطلبة فقط ، إلا أن مؤسسة دار التحرير تقوم بتسفير صحفيها على حساب الطلاب ، ويحصل المشرف الواحد في رحلته على حوالي عشرة آلاف يورو ، فيما تقدر تكلفة الرحلة للصحفي بـ 15 ألف جنيه ، في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسة من خسائر بلغت 70.6 مليون جنيه في السنة الماضية فقط. يذكر أن الجهاز المركزي للمحاسبات كان قد أوضح في تقريره عن رحلة أوائل الثانوية العامة التي نظمتها المؤسسة السنة الماضية أنه تم صرف 126 ألف جنيه عمولات وحوافز لبعض العاملين بالمؤسسة دون بيان أسس وقواعد للصرف ، علاوة على صرف 43 ألف جنيه لبعض الصحفيين والإداريين كمصروف جيب ، بما يتعارض مع قواعد الرقابة الإدارية.

الأحد، 20 يوليو 2008

توابع حظر بيع الخمور داخل فندق جراند حياة


وجه النائب محسن راضي عضو مجلس الشعب، مذكرتين عاجلتين أحدهما إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، والأخرى إلى الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، حول مدى شرعية وقانونية تهديدات وزارة السياحة لمالك فندق "جراند حياة" الشيخ عبد العزيز البراهيم بتخفيض تصنيف فندقه من خمسة نجوم إلى نجمتين فقط، بسبب قراره وقف تقديم الخمور لزبائن الفندق.
وتساءل راضي عن حكم هذا التهديد على رجل يطبق تعالم دينه الحنيف؟ ولماذا يفترض مسئولو السياحة في مصر أن جميع رواد الفنادق من هواة شرب الخمر؟ وما هو رأي مجمع البحوث الإسلامية في التهديد بالعقاب بمن يمنع تداول الخمر في فندقه؟ وما هو الرأي القانوني والدستوري في ذلك؟.
وهدد باللجوء إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية يتم خلالها طرح جميع ملفات الفنادق في مصر وما يحدث فيها على مجمع البحوث الإسلامية، ليبت في أمرها في حال استمرار مسئولي وزارة السياحة في تهديدها، وتجاوز حدودها في التعامل مع الفنادق بما يخالف الشريعة الإسلامية والدستور.
وأكد راضي، ضرورة التعامل مع الأمر في إطار الحرية الشخصية لملاكي الفنادق، معتبرا أن الخطوة التي اتبعها مالك فندق "جراند حياة" هي الأجدى والأفضل عمليا للتدرج في منع وتداول الخمور في الفنادق الأخرى، مشيرا إلى أن الحرية مكفولة للجميع، مطالبا بتطبيق فكرة وجود مصارف إسلامية وأخرى ربوية، لكل منهما رواده.
في الوقت الذي أشاد فيه النائب بالخطوة الرائدة لشركة مصر للطيران بهذا الشأن بمنع تداول الخمور على طائراتها، مشيرا أيضا إلى أن دبي عاصمة السياحة العربية يوجد بها فنادق كثيرة لا تقدم الخمور، وأيضا تحرم المملكة العربية السعودية على فنادقها بيع وتداول الخمور، وأيضا هناك كثير من الدول ومنها سويسرا واستراليا بدءا في اتخاذ خطوات لتوفير مطالب السياحة "الحلال" لجذب سياح دول الشرق الأوسط، وأيضًا شركات الطيران العالمية تقييم رحلات حلال لخدمة وجذب السياحة العربية على طائراتها.
وحذر راضي من أن الخطوة التي ستقدم عليها وزارة السياحة ضد صاحب فندق "جراند حياة" سوف تحدث بلبلة لدى الرأي العام بأن مصر ضد الشريعة الإسلامية.
وكان مالك الفندق، الذي يطل على نيل القاهرة، بدأ تنفيذ الحظر بإعطاء تعليمات للعاملين بتدمير مخزن الخمور، الذي بلغت قيمته المشروبات فيه ثمانية مليون جنيه، وإصدار قرار بالامتناع تمامًا عن تقديمها إلى نزلاء الفندق ومرتاديه منذ ذلك الوقت فصاعدًا، مبررًا ذلك بتمسكه بتعاليم الدين الإسلامي.
وأثار القرار، وهو الأول من نوعه في مصر، اعتراض وزارة السياحة، التي سارعت إلى تهديد الفندق في حال عدم تراجعه عن حظر تقديم الخمور، بإنزاله من خمس نجوم إلى نجمتين فقط، وفقًا للقانون المصري؛ ذلك أن الفنادق فئات خمس وأربع وثلاث نجوم ملزمة بتقديمها.
ومن المرجح ان يتأثر الفندق في حال تخفيض درجته إلى نجمتين فقط، حيث يتوقع أن تتراجع نسبة الإشغال فيه، التي تتراوح بين 95% إلى 100%، خاصة من قبل الزائرين الأجانب الذين يحرص نسبة كبيرة منهم على تناول الخمور أثناء إقامتهم، لكن إدارة الفندق تبدو حتى الآن مصرة على قرارها، دون مبالاة بما قد تتكبده من خسائر.
___________________________
المصدر: جريدة المصريون الإلكترونية بتاريخ الأحد 20 يوليو 2008

السبت، 19 يوليو 2008

ليس القضاء والقدر.. وإنما البلادة الرسمية



فتح الله بكلمتين على محافظ مطروح، لخص فيهما حادث قطار مطروح الدموي.. بأنه "قضاء وقدر"!هكذا شاء أكبر مسئول بالمحافظة، إسدال الستار على واحدة من أكثر حوادث الإهمال دموية وبشاعة.صحيح أنه قضاء وقدر.. ولكنه يخفي ورائه العشرات من الأسباب التي أحالت شوارع مصر كلها إلى فوضى مرورية، يتخطف الموت فيها، أبنائها بالعشرات وبالمئات، حتى باتت أخبار الموت على الطرق، من تقاليد الحياة اليومية لا تثير دهشة المصريين!التريلا.. التي تسببت في الحادث، كانت بدون فرامل.. وبالتالي ـ وفق منطق المحافظ ـ فهو حادث عادي "قضاء وقدر" !!.. يعني: على كل "متفيهق" أن يبلع لسان، وورائه عشرات الأحذية، ولا يعترض على "القضاء والقدر".. فهو شرط من شروط الإيمان ـ يا مؤمن ـ كما ورد في الحديث الشريف!عندما تكون "تريلات الموت" ماشية على "حل شعرها" في الشوارع، فإن ذلك ليس "قضاء وقدرا" على نحو ما يفهمه المحافظ، وما يقصده من "إرهاب ديني" لكل من يريد أن يجاهر بالحقيقة، ويقول إن الإهمال والفساد في إدارات المرور في مصر المحروسة، هو الذي يقتل الناس على الطرق و أمام بيوتها وعلى الأرصفة وعلى المزلقانات.عندما يغرق السوق المصري، بقطع غيار السيارات "المضروبة"، ومنها ما يتعلق بأرواح الناس مباشرة، مثل "تيل الفرامل" و" الإطارات".. فإن ذلك ليس قضاء قدرا .. وإنما الفساد القاتل المستشري بين مفتشي وزارة التضامن "التموين سابقا" والجمارك، وكل الأجهزة الرقابية المناط بها مراقبة السوق، وأداء الموظفين العموميين المسئولين عن "جودة الإنتاج" أو تمرير البضائع عند منافذ مصر الحدودية.عندما تقطع السيارات الفارهة، لأبناء باشاوات الطبقة الرأسمالية الطفيلية الجديدة، الطرق السريعة والشوارع داخل المدن، بسرعات جنونية، وبدون لوحات معدنية، تدوس من تشاء وتشتم وتهين من يعترض، وتستعلي على خلق الله بمن فيهم ضباط شرطة المرور في الشوارع، فإن ذلك ليس قضاء وقدرا.. وإنما طأطأة الرؤوس وإذلال النفوس أمام كل تافه، ليس له أية كفاءة إلا القدرة على النصب والنهب وإفساد الذمم وشراء ضمائر كبار المسئولين.لقد نشرت الصحف يوم 14 يوليو الجاري 2008، حادث إبادة أسرة بالكامل "الزوج والزوجة والأبن" على يد ابن عميد شرطة، كان يتعلم القيادة على سيارة الشرطة.. وتساءلت الصحف يومها، ما إذا كانت الداخلية ستنفذ القانون على أحد رجالها، وذلك عشية تطبيق قانون المرور الجديد، الذي سيبدأ العمل به أول أغسطس الجاري؟!ورغم أن الحادث، كان قضية رأي العام، إلا أنه قد كُفي عليه ماجور، وبات طي التكتم المريب، ولا ندري كيف تصرفت سلطات التحقيق بشأنه!كل هذا الامتهان لحياة المواطن المصري.. ليس قضاء وقدرا.. وإنما بفعل هذه "البلادة الرسمية" التي لا تريد استئصال الشر من جذوره، لأنه بات جزءا منها، والظفر لا يخرج من اللحم كما يقول المصريون.

___________________

المصدر: مقال للكاتب الصحفي محمود سلطان بجريدة المصريون الإلكترونية يوم السبت 19 يوليو 2008

الاثنين، 14 يوليو 2008

عودة إلى سربرنيتشا


يوم 8 يولية من كل عام يوم مشهود فى البوسنة .. يجدد فيه المسلمون أحزانهم ويتوجهون فيه من كل أنحاء البوسنة إلى مدينة [ سربرنيتشا ] المنكوبة التى قتلت فيه القوات الصربية ثمانية آلاف بُسنويّ مسلم ودفنتهم فى مقابر جماعية متفرقة .. وقد جرت هذه المجازر البشعة تحت سمع وبصر القوات الدولية التى كانت إشترطت على سكانها نزع أسلحتهم وتسليمها تطبيقا لقرار الأمم المتحدة .. باعتبار سربرنيتشا من الملاذات الآمنة التى تقع مسئولية حمايتهاعلى عاتق القوات الدولية .. وصدّق المسلمون أسطورة الملاذات الآمنة حتى فوجئوا بهجوم مباغت مبيّت بليل شنته القوات الصربية بالتواطؤ مع القوات الدولية ..

قتل الصرب من قتلوا وأخْلوا المدينة تمامًا ممن بقى فيها من السكان واستوْلوا عليها ليضمّوها إلى نصيبهم فى عملية التقسيم بحكم الأمر الواقع .. كما تفعل إسرائيل الآن فى مدينة القدس العربية .. أصبحت مدينة سربرنيتشا فى أعين المسلمين اليوم أطلالا يأتون إليها كل عام للبكاء والبحث عن ذويهم الذين إفتقدوهم منذ ثمانية أعوام لعلهم يستطيعون التعرّف على رفاتهم ضمن الجثث التى أُكتشفت .. فلا يزال الحفر مستمرا والبحث عن الآلاف من جثث الضحايا قائما إلى اليوم .. لقد أصبحت مأساة سربرنيتشا رمزا حيّا متجدّدًا لمأساة شعب خاض حربا غير متكافئة دفاعا عن أرضه وعرضه وحريته .. حدث هذا فى قلب أوربا ولكن لأنه شعب مسلم لم تنهض أوربا لنصرته ضد العدوان الصربى .. بل فرضت على تسليحه حظرا دوليا حتى يعجز عن الدفاع عن نفسه و يستسلم للصرب بدون قيد ولا شرط .. وتواطأت مع عدوه عليه .. ولم تتدخل لوقف الحرب إلا فى اللحظة التى بدأ فيها ميزان القوة يميل قليلا لصالح المسلمين .. وأدركت أن الصرب يخسرون إذا استمرت على ذلك المنوال الذى إتضحت معالمه فى أكتوبر سنة 1994 .. حيث استطاع المسلمون أن يقيموا تحالفا مع كروات البوسنة .. واستطاعت قواتهم المشتركة أن تحاصر مدينة [ بنيالوكا ] معقل قيادة القوات الصربية .. وأدركت الدول الأوربية أن سقوط بنيالوكا قد أصبح وشيكا ... هنا فقط تدخلت لوقف أطلاق النار والبدأ فى عملية التفاوض التى إنتهت باتفاقية [دايتون ] الظالمة .. التى كوفئ فيها المعتدى بالاحتفاظ بنصف أراضى البوسنة .. بينما يمثل الصرب أقل من ثلث سكانها .. واضطر المسلمون بقبول هذه التسوية المجحفة المفروضة عليهم من قبل المجتمع الدولي .. حيث لا خيار أمامهم إلا إستمرار المجازر والتواطؤ الأوربي السافر ...
ٍ
سربرنيتشا :
تقع سربرينيتشا فى خريطة البوسنة إلى الشرق من سراييفو قريبا من حدود البوسنة مع صربيا، وهي مدينة صغيرة لم يتجاوز تعداد سكانها قبل الحرب أكثر من ستة آلاف، ولكن مع عمليات "التطهير العرقي" الوحشية نزح إليها كثير من الهاربين بحياتهم من الموت حتى بلغ عدد سكانها خمسون ألفا ...
في إبريل 1993 قفز اسم تلك المدينة الصغيرة إلى صدر نشرات الأخبار العالمية عندما حاصرتها القوات الصربية وقطعت عنها إمدادات المياه والطعام ثم تحولت إلى سكانها لتمطرهم بقصف عشوائي ليل نهار، وفي نوبة شجاعة (على حد تعبير الصحفي محمد عوض) توجّه إليها "فيليب موريون" وكان حينذاك قائد قوات الأمم المتحدة في البوسنة، ارتاع الجنرال من الهول الذي شاهده هناك حيث جثث الموتى ملقاة على الأرض في شوارع المدينة، جثث لكبار السن ومرضى سقطوا موتى من شدة الزحام والتدافع فراراً من الجحيم .. خشى السكان أن يهجرهم الجنرال الفرنسي ويتركهم لمصيرهم الرهيب فقسموا أنفسهم إلى نوبات تتغير كل أربع ساعات، افترشوا الأرض أمام سيارته المدرعة ليمنعوه من الخروج، فإذا كان مقدراً عليهم أن يموتوا في هذا الجحيم فليجرب الجنرال مذاق الجحيم معهم ...
يبدو أن الجنرال قد اقتنع بالبقاء مع السكان المروَّعين في "سربرنيتشا" إلى أن يحصل على اتفاق مع الصرب يضمن الإبقاء على حياتهم، وفي لحظة صدق مع النفس صاح الجنرال أمام عدسات المصورين قائلا: "إن أي هجوم على سربرنيتشا هو هجوم على العالم، فإذا قبل العالم أن يغمض عينيه عن حرب فهل يغمض عينيه أيضاً عن مجزرة.. !" هذا الموقف من جانب الجنرال "موريون" قد أثار سخط بطرس غالي وكان سبباً في إنهاء خدمته بقوات الأمم المتحدة .
في 8 إبريل 1993م تنازل سكان سربرنيتشا عن أسلحتهم القليلة الباقية تنفيذ للشروط الصربية الصارمة التي لم تستثن حتى السكاكين، وذلك مقابل فك الحصار الصربي والتزام الأمم المتحدة بحمايتهم، وفي 6 مايو أصبحت سربرنيتشا بقرار من مجلس الأمن ملاذا آمنا انضمت إليه فيما بعد خمس ملاذات أخرى.
بعد حوالي 28 شهراً عادت "سربرنيتشا" مرة ثانية تتصدر الأخبار العالمية حيث قرر الصرب أن يقوموا بجولتهم الثانية والقاضية ضد سربرنيتشا بعد أن تهيأت الظروف المواتية لهم فهي منزوعة السلاح وبها مجموعة من الجنود الهولنديين في قوة صغيرة من قوات الحماية الدولية مسلحين بأسلحة خفيفة ويقومون بأعمال المراقبة .. في هذه المرة لم يكن هناك ضابط مثل "مريون" وإنما جنود مطيعون ملتزمون بأوامر قياداتهم ألا يتصدّوْا للصرب ...
وفي يوم السبت 8 يوليه 1995 بدأ الصرب محاصرة القوة الهولندية فقصفوا مراكز مراقبتهم، واتصل قائد القوة تليفونيا يطلب دعما جوياً من الجنرال "برنار جانفييه" القائد العام لقوات الأمم المتحدة ليوغسلافيا، ولكن مرّ يوم السبت ويوم الأحد دون ظهور أي رد فعل دولي، هنالك تشجع الصرب وضربوا الضربة الثانية بالاستيلاء على مراكز المراقبة واعتقال 32 من جنود القوة الهولندية كرهائن ..
فلما علمت حكومة هولندا بالخبر طلبت على الفور إلغاء الدعم الجوي خوفاً على حياة الرهائن. وهكذا أصبح الطريق ممهدا للضربة الثالثة: ففي يوم الثلاثاء قام الصرب باكتساح الدفاعات البوسنوية المحدودة حول سربرنيتشا ثم شرعوا في قصف القاعدة العسكرية الهولندية، ولم تظهر طائرات حلف الأطلسي إلا في ظهر ذلك اليوم حيث قامت بغارة (رمزية) انسحب بعدها الهولنديون وهم يشعرون بالخزي والمذلة.
كان الصرب قد دخلوا قلب المدينة المذعورة وسيطروا عليها، وأمام عيون أفراد القوة الهولندية والمراقبين التابعين للأمم المتحدة بدأ القائد الصربي يشرف على عملية فرز الضحايا، فالنساء والأطفال يوضعون في شاحنات تمضي بهم خارج المدينة، أما الصبيان من سن 15 سنة إلى الشيوخ في سن الستين فأولئك يعتقلهم الصرب ويأخذونهم إلى أماكن مجهولة بحجة استجوابهم عن جرائم الحرب التي ارتكبوها .. وطبعاً لم تكن هناك استجوابات ولا تحقيقات وإنما أُخذ أغلبهم إلى ساحات خالية في العراء ، وجاء الجنرال الصربي "راتكو ملا ديتش" فطمأنهم إلى أنهم سيُخلى سبيلهم عند توفير وسائل النقل الكافية لهم ، واستقل الجنرال طائرته الهليكوبتر، وبدلاً من أن تأتي إليهم وسائل النقل طوّقهم الجنود الصرب وأطلقوا عليهم النيران فقتلوهم ، ثم تأتي قصة المقابر الجماعية التي دفن فيها ثمانية آلاف من المسلمين في أماكن مجهولة .. يعرفها الصرب كما صورتها الأقمار الصناعية الأمريكية، ولكن بقي أمرها سراً عن الناس، حتى أقارب الضحايا لم يعرفوا حتى الآن أين توجد جثث موتاهم ..
حرص الصرب على الاحتفاظ بأفراد الوحدة الهولندية والمراقبين التابعين للأمم المتحدة لكي يحضروا العمليات التمهيدية لفرز السكان وترحيلهم حتى يكونوا شهودا أمام المجتمع الدولي على أن الصرب قاموا بعمليات مشروعة دون انتهاك لحقوق الإنسان ، ولكنهم اجتهدوا في إبعاد الجميع عن مسرح عمليات التعذيب والقتل الجماعي للمسلمين ، إلا أن هذه العمليات الوحشية كانت من الضخامة واتساع المدى في المكان والزمان بحيث لم يستطع الصرب إخفاء آثارها أو صورها وأخبارها عن العالم الخارجي الذي استجاب بثورة عارمة تعالت أصداؤها في أوساط الرأي العام العالمي ...
أما على المستوى الرسمي للدول الغربية فكانت الاستجابة مختلفة ، فقد أعلنت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها أنه كان من الخطأ أصلا اعتبار "سربرنيتشا" ملاذا آمنا ..! ، ولما عرض الرئيس الفرنسي "شيراك" استعداد بلاده للقيام بعمل عسكري فوريّ لاستعادة سربرنيتشا سخرت منه بريطانيا ولجأت إلى حيلها التقليدية لامتصاص الأزمات ، فدعت إلى اجتماع ثلاثي (أمريكي فرنسي بريطاني) على مستوى رؤساء أركان الحرب ، تلاه اجتماع ثانٍ على مستوى وزراء الدفاع ، ثم اجتماع ثالث موسع على مستوى وزراء الدفاع ووزراء الخارجية جميعاً وهو ما سمي بالمؤتمر الدولي الذي انعقد في لندن يوم الجمعة 21 يوليه 1995 أي بعد سقوط سربرنيتشا بعشرة أيام ...
هذا التنطع السياسي البريطاني والدولي هو الذي أعطى الفرصة السانحة للصرب أن ينقلوا هجومهم من سربرنيتشا بعد الإجهاز عليها إلى ملاذ آخر قريب منه هو "جيبا" .. وبينما كان المسلمون في جيبا لا يزالون يقاومون والقتل دائر في شوارعها على قدم وساق صدر البيان الختامي لمؤتمر لندن دون أي إشارة إلى جيبا التي تحتضر لأن السادة المجتمعين اعتبروا أنها قد سقطت وانتهت بالفعل ، ولم يذكر البيان شيئاً عن سربرنيتشا وكأنها لم تكن ، وإنما ورد في البيان تحذير إلى الصرب بأن يبتعدوا عن جوراشده ، وفي هذا تصريح ضمنيّ باستحلال ما قام به الصرب في سرببرنيتشا وجيبا ...
هكذا سمح المجتمع الدولي للصرب في هذه الجولة أن يمسحوا من الوجود تماماً مدينتين بسنويتين كانتا ضمن الملاذات الآمنة التي من المفروض أنها في حماية قوات الأمم المتحدة، انتزعها الصرب بقوة السلاح بعد أن طهروا أرضهما من السكان المدنيين قتلا وتشريدا دون أن يحرك للمجتمع الدولي ساكنا . وارتفعت هناك راية الفاشية الصربية حيث سقط المجتمع الدولي ...
توالت الأخبار عقب سقوط سربرنيتشا لتكشف تفاصيل الكارثة التي أصابت المسلمين، ولتعرّى المواقف الدولية وهي تتخبط وتتضارب: يقفز بعضهم إلى الحلبة متطوعا بقواته للإنقاذ الفوري، ويتعالى صياح بعضهم بالشجب والاستنكار، ويتمحل بعضهم الأعذار لفوات أوان الإنقاذ ، ولا يجد البعض الآخر سوى الكلمات الفارغة من المعنى يلوكها بلسانه متلعثم وهو يحاول التخلص من هجمات الصحفيين واستنكارهم ...

شهود عيان:

وبينما هذه الهواء الصاخب يتردد على ألسنة الساسة في المجتمع الدولي كان تلفاز هيئة الإذاعة البريطانية يعرض برنامجا وثائقيا عن سقوط سربرنيتشا ظهر فيه ضباط هولنديون تابعون للقوات الدولية يراقبون- دون أن يتدخلوا- صرب البوسنة أثناء إعدادهم لمجزرة استهدفت مدنيين مسلمين.. قال معد البرنامج وهو "جون سويني" الصحفي المشهور في صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية: "إن قائد الوحدة الهولندية الجنرال "هانس كوزي" قد اعترف بأنه أمر بإتلاف أفلام صورها مصور من قوة الحماية الدولية لتجنب التعرف على الضباط الهولنديين الذين ظهروا فيها .. وكانت الإذاعة البريطانية قد أدمجت في البرنامج فيلما آخر استطاعت أن تهرّبه من بلجراد قام بتصويره صحفي صربي كان حاضرا أثناء المجازر في "سربرنيتشا" واسمه "جوران بتروفيتش" ، كذلك استعان البرنامج بمقابلات أجريت مع عدد كبير من المسلمين الناجين من المجازر الصربية ، ومع بعض العاملين في منظمات حقوق الإنسان ، وصوّر شهادة الشهود من الوحدة الهولندية أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي ، من بين هؤلاء الضابط "كوربورال بول جرونيوجن" الذي قال: أنه في يوم 13 يوليه حوالي الساعة الرابعة مساء رأي أربعة يدخلون على مجموعة من المسلمين المحتجزين فيسحبون واحداً منهم جعلوه يقف ووجهه إلى الجدار ثم أطلقوا الرصاص على رأسه فأردوه قتيلا.. وأضاف الضابط أنه سمع في ذلك اليوم حوالي أربعين طلقة في كل ساعة خلف المبنى الذي تجمع فيه المعتقلون مما يدل على أن عمليات القتل كانت تسير بطريقة نظامية ، وقد أيدت هذه الواقعة الممرضة الألمانية "كريستينا شميت" التي كانت تعمل في مكان قريب من مبنى الإحتجاز ...
أما الصور التي بثها التلفاز البريطاني اقتباساً من فيلم الصحفي الصربي "بتروفيتش" فقد ظهر فيها جنود صربيون يضعون على رءوسهم قبعات الأمم المتحدة الزّرق التي استولوا عليها من الوحدة الهولندية ، وهم يفرزون المسلمين فيفرقون بين الرجال والنساء بينما يقف بالقرب منهم جنود الأمم المتحدة ، ثم تظهر مجموعة أخرى من المعتقلين الرجال يدفعهم الصرب في اتجاه حقل بينما كان هناك جنود صربيون يعدّون أسلحتهم لإطلاق النار على الضحايا ... وما لم يظهر فى برنامج بانوراما بالتلفزيون البريطاني قام به مؤلفان هولنديان بتوثيقه ونشره فى كتاب عن سربرنيتشا .. هما "جان وليام هونيج " و " نوربرت بوث " .. إستطاعا أن يبرزا فيه بشاعة المجزرة الصربية للمسلمين .. حيث تابعا مجرى الأحداث يوما بيوم .. وساعة بساعة .. بتفصيل دقيق ..

"هونيج" خبير معروف في شئون الحرب والأمن وسياسات الدفاع ، قام بالتدريس في جامعتي "أوتريخت" بهولندا و "نيويورك" كما عمل باحثا مشاركا في "معهد دراسات الأمن للشرق والغرب" في نيويورك، أما "نوربرت بوث" فكان أحد الخبراء الذين ساعدوا في عمليات التفاوض الدولية في البوسنة ثم انخرط مؤخرا في بحوث بجامعة "شيفيلد" عن السياسة الخارجية لهولندا إزاء الصراع اليوغسلافي ..

وضع المؤلفان لكتابهما ثلاثة أهداف: الأول هو وصف وتفسير مفصل لمعركة سربرنيتشا فيما بين يوم السادس والحادي عشر من يوليه 1995م وعمليات الترحيل السكاني المكثفة وما تلى ذلك من أعمال القتل والإبادة الجماعية. والثاني هو شرح الأسباب التي دفعت الصرب للهجوم على سربرنيتشا وتدبير مذابح نظامية قتل فيها أعداد هائلة من المسلمين الرجال، وأما الهدف الثالث فهو تحليل لماذا لم يمنع المجتمع الدولي الهجوم على سربرنيتشا ؟.
وقد نجح المؤلفان في تحقيق الهدف الأول نجاحاً واضحاً خلال وصْفهما الدقيق لجيب سربرنيتشا وللأوضاع اللاإنسانية التي تردى إليها نتيجة للمجاعة والرعب والحصار الطويل الذي استمر أكثر من ثلاثة أعوام، كما قدما حشداً من الحقائق والتفاصيل عن الهجوم الصربي وآثاره مما لم يرد في أي مصدر آخر إلا نثارا متفرقا. أما الهدف الثاني فقد نجحا في الكشف عن الاتجاه المبكر للاستيلاء على منطقة شرق البوسنة التي تقع فيها سربرنيتشا حيث كانت جزءًا أساسيا من مخططات "سلوبودان ميلوسفيتش" لإقامة صربيا الكبرى، ويكمن نجاحهما هنا في توثيق هذه الحقيقة، ولكنها انزلقا بعيداً عن الموضوعية عندما جنحا مع الادعاءات الصربية عن انتهاك المقاومة المسلمة في سربرنيتشا لإتفاقية وقف إطلاق النار بمقاومتهم للحصار الصربي على القطاع .. وعلى أي حال يبقى هذا الكتاب من أهم الشهادات الأوربية الموثّقة على أبشع جرائم الحرب فى التاريخ الأوربي بعد هتلر ...
وتظل كارثة سربرينيتشا مشهدا مروعاً في الضمير الإنساني يحدث أثره عند كثرة من الرجال في هذا العالم من أمثال "تاديوز مازوفسكي" الذي عينته الأمم المتحدة لرئاسة سابقاً لوزراء بولندا. استقال مازوفسكي من رئاسة اللجنة احتجاجاً على ما أصاب لجنة التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان بيوغسلافيا وكان يعمل رئيساً "سربرنيتشا" وبعث برسالة شديدة اللهجة إلي بطرس غالي يشرح فيها أسباب استقالته متهما الصرب بارتكاب جرائم وحشية ضد المسلمين، ومتهما قادة العالم بالتردد والجبن في الدفاع عن حقوق الإنسان في البوسنة، وأكّد أن الأمم المتحدة قد سمحت بسقوط سربرنيتشا وجيبا ولم تحرك ساكنا.. وحذر في نهاية خطابه بأن الحضارة الإنسانية في خطر بسبب قضية البوسنة.
وتعقيباً على المتخاذل الدولي قال "علي عزت بيجوفيتش": "على الرغم من كل شيء سنظل نحمي الوطن والشرف حتى آخر قطرة من دمائنا، ولن يزيدنا سقوط المدن البسنوية في أيدي الوحوش الصربية إلا إصراراً على مواصلة الجهاد بضراوة أشد".
ا
التعنت الصربي وحرب التحرير:
أفرزت حرب البوسنة مصطلحات جديدة لم تكن مألوفة من قبل، تداولتها الصحف في حينها وهي تحاول أن تصف "اللامعقول" في مواقف المجتمع الدولي. من هذه المصطلحات: الغارات الرمزية والقصف الاستعراضي أو الضربات الجوية الاستعراضية، والعجز المفتعل، إلى غير ذلك من مصطلحات. فإذا أخذنا المصطلح الأخير لرأينا أن النقاد السياسيين أرادوا أن يصفوا به تصريحات وسلوك الأمم المتحدة والدول الكبرى المنخرطة في العمليات الدولية بالبوسنة. فهؤلاء يزعمون أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً أكثر مما فعلوا، بينما هم في الحقيقة قادرون على فعل الكثير، ويقفون في حالة مزرية من العجز عندما يقتل الصرب جنودهم أو يأسرونهم، وهم في الحقيقة قادرون على رد العدوان، هذا هو العجز المفتعل ... أما الغارات الرمزية أو الاستعراضية فهي مصطلحات تدور على محور العجز المفتعل. بعض الناس يقولون إنها تهديدات للصرب حتى يرتدعوا، ولكن لما كانت تهديدات فارغة لا جدّية فيها فقد أدرك الصرب حقيقتها منذ البداية وتكيفوا معها وأصبحوا يتحدونها بمزيد من الانتهاكات. ومن ثم فقد أصبح تكرارها من الأعمال العبثية العقيمة لا تنطلي على أحد.
وفي هذا تقول "ماجي أوكين": "أثبت الصراع في يوغسلافيا أن توازن القوى هو الذي ساعد على إقامة تسويات... فعندما هاجمت القوات الصربية مدينة "دبروفينك" في نوفمبر 1992م استطاعت كرواتيا الحصول على أسلحة ثقيلة، وعندما شرعت في استخدامها والرد على الصرب صمتت المدافع الصربية فوق الجبال وبدأت محادثات السلام. ولكن على النقيض من ذلك فشلت خطط السلام الأربعة في البوسنة لأن الصرب هم الذين رفضوها جميعاً: خطة "كارنجتون وكوتلييرو"، وخطة "فانس- أوين" وخطة "أوين ستولتنبرج، وخطة يوليه 1994 التي صاغتها لجنة الاتصال الدولية" وتمضي "ماجي أوكين" فتقول: "لقد ثبت أن الصرب يقبلون على المفاوضات فقط عندما يواجهون قوة حقيقية" وقبل ذلك قالت "مارجريت ثاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا السابقة في خطاب لها بالولايات المتحدة نشرته "الجارديان" "إن صربيا لن تستمع إلا إذا أجبرت على الاستماع" ...
وقائع الحرب في البوسنة تؤكد أن الصرب لا ينسحبون إلا عندما يشعرون بتهديد حقيقي وجاد، حدث هذا في حصار مدينة "ماجلاي" وفي "سراييفو" (4 فبراير 1994) وفي جوراشدة (إبريل 1994)، وكان يبدو في مسلكهم الرعب من الضربات الجوية ربما أكثر مما تصوّره رجال القوات الدولية أنفسهم .. ولكن ما أن تتحول أنظار العالم عن مذابح البوسنة وتتراجع ضغوط الرأي العام الغربي عن حكوماته يخرج الصرب مرة أخرى إلى الوجود ، فيحكمون قبضتهم من جديد على الجيوب المحاصرة ، وتتوقف قوافل الإغاثة وتُمتع طائرات الإغاثة من الهبوط في مطار سراييفو، وتُنصب نقاط التفتيش على طول الطرق المؤدية إلى الجيوب المسلمة، ويتنصل الصرب من جميع وعودهم والاتفاقيات التي وقّعوها مع القوات الدولية ، ويعودون أكثر استهانة ليجددوا مذابح المسلمين.
ظل هذا هو موقف الصرب لم يتغير منذ بداية الحرب حتى نهايتها، ولكن عام 1995 جاء بعوامل مختلفة تحمل في طياتها إرهاصات مرحلة جديدة من مراحل تطوير الصراع في البوسنة:
أولاً: المقاومة العنيدة لجيش البوسنة بدأت في يونيه 1994 ولكن ظهرت معالمها وآثارها واضحة في عام 1995، بعد أن غير الجيش من أساليبه في القتال وحصل جنوده على تدريب أفضل، كما تمكن من الحصول على بعض الأسلحة والذخائر من مصادر مختلفة.
ثانياً: تمكن الكروات من تصفية جيب "كرايينا" الذي كان يهدد المسلمين في بيهاتش، وجرى بين المسلمين والكروات تحالفاً عسكريا لصالح الطرفين، وكان هذا التحالف رغم هشاشته ذا أثر خطير في إرباك القوات الصربية وانهيار روحها المعنوية.
ثالثاً: تفاقم الخلافات بين القيادات الصربية ، واتّسام ردود أفعالها بدرجة أعلى من المغالاة والشطط والعنف والاستهتار ، مما أحرج أصدقاءها في القوات الدولية وأثار عليها الرأي العام العالمي.
رابعاً : اقتناع الدول الغربية في النهاية بأن الوضع لم يعد في صالح الصرب، وأن تسوية سريعة أفضل لهم من الإستمرار فى قتال لم تعد نتائجه مضمونة .. ومن ثم رجحت الإتجاهات الأمريكية فى تسوية النزاع بالطرق الدبلوماسية ...
إنتهى النزاع الرهيب باتفاقية دايتون للسلام .. وتوقفت أنهار الدم المسفوح من أبناء البوسنة المسلمين . . وإن بقيت جراحهم تنزف .. وتخيّم على قلوبهم وعقولهم كوابيس عمليات التطهير العرقي .. وهواجس حرب صليبية تُحاك لهم بأساليب أخرى أكثر خفاءً ولكن أدهى وأمرّ ...!
_____________________________
المصدر: http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=51206&Page=7&Part=1

سربرينتشا...حضرت الذكرى و غاب المجرم



هل أثارت فيك تلك الصور أى نوع من المشاعر؟البوسنه و الهرسك .... هل سمعت عنهم أى شىء من قبل سوى الاسم ؟؟؟ماذا يعنى لك اسم "مذبحة سربرينتشا"؟تلك المجزرة التى كانت و مازالت جرح غائر في ضمير الإنسانية..إذا لم تكن تعلم شيئًا عن الامر ،فتلك السطور تلخص ماحدث:((هى مجزرة فظيعة شهدتها البوسنة والهرسك عام 1995 ، على أيدي القوات الصربية ، و راح ضحيتها حوالي 10 آلاف شخص و نزوح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة ، و تعتبر هذه المجزرة أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية ، تم تحميل الجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد مليشيا صرب البوسنة ، المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين و تشريدهم..))كنت أنا حينها طفلة صغيرة لم يتعد عمرى السنوات الخمس ..بالطبع لا أذكر شيئا عن تلك الاحداث الرهيبة ..كل ما تذكرته عندما كبرت و قرأت عن تلك المآسى بعض المعلومات التى اختزنها رغما عنى عقلى الطفل ذو السنوات الخمس..بعض الملصقات التى كنت اراها فى الشوارع ..نداءات للتبرعات ..استنكارات من بعض الدول...أناشيد حزينة مؤلمة ...
حروب البوسنة و الهرسك التى حدثت فى تسعينيات القرن الماضى- حينما كنا جميعا صغارا لا نعى شيئا- قد ضمت تنوعا لامثيل له فى أى حروب اخرى.. من ابادة عرقية و جرائم لا اخلاقية و اساليب رهيبة فى التعذيب و الانتقام..كما تعلمون جميعا أن جراح الأمة كثيرة حيثما توجه المسلم بناظريه في أي مكان من أماكن الأرض يجد أمة الإسلام تنزف دما ..ولكن لابد لنا من حسن إعداد أولوياتنا ليس من قبيل الأهمية ولكن من قبيل العجلة في ضرورة الجري بالعلاج إنقاذ الأمة لابد من ترتيب هذه الجراح بترتيبها الصحيح ليس من قبيل القيمة والقدر ولكنه من قبيل الحاجة الملحة للإستعجال في العلاج ..
جراحنا في شبه جزيرة البلقان و خاصة جراحنا في البوسنة والهرسك الذي دارت على أرضها رحى حرب راح ضحاياها أكثر من مائة ألف شهيد بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى وملايين المطردين والمشردين واللاجئين.كانت هى أصعب جراح هذه الأمة التي تنزف دما وتنزف شرفا وكرامة…
6.5 مليون من المسلمين تعرضوا لعملية إبادة جماعية كاملة عملية تطهير عرق كما يسمونها كاملة على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يتحرك ضمير هذا العالم الذي أثبت إدانته بنفسه وأثبت أن هذه الحضارة التي يسمونها الحضارة الغربية ليست على خلق وليست على قيم وأثبتت الأمة العربية أنها أبعد ما تكون عن أبسط المعاني الإسلامية..خلال الحرب التي شنها الصرب ضد المسلمين، قدر معهد دراسات البوسنة ان 90% من المساجد والمدارس والاثار القديمة قد دمرت واحيلت الى ركام على يد الصرب. فقد دمروا اكثر من 700 مسجدا واكثر من 850 مكتبة عامة ومقبرة اسلامية واثراً تاريخياً.واثر التطورات التي شهدها الاتحاد السوفيتي ـ السابق ـ ودول شرق اوروبا، صوّت 64% من الشعب البوسني في نوفمبر 1991 لصالح الاستقلال عن الاتحاد الفدرالي اليوجوسلافي، وفي عام 1992 اعترفت المجموعة الاوروبية باستقلال البوسنة.في اليوم التالي لذلك ـ الاعتراف ـ انهالت القذائف الصربية على شعب البوسنة وبدأ عدوانهم الذي استمر اربع سنين و يقولون انه لم يكن ايام الحرب يسمح لأي إنسان قادر على مسك السلاح بالخروج..كان يسمح فقط للنساء وللأطفال وللعجزة والمصابين بهذا لكن أي إنسان اخر من سن ستة عشر إلى سن ستين قادر على حمل السلاح لا يسمح له بالخروج ..!!شهدت تلك السنون الاربع الدامية عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى والمشردين من شعب البوسنة. فقد دمرت مدن المسلمين واحياءهم وابيد نسلهم ودفنوا في مقابر جماعية لازالت تكتشف لحد الان، وبيع ابناءهم في سوق الرقيق في دول اوروبا المتحضرة ..وهناك احصائيات تقول انه من الأمور المؤسفة أن العالم كله تكالب على استضافة الأيتام من أبناء المسلمين خاصة الفاتيكان التى استضافت ابان الحرب ثلاثة آلاف طفل وفرنسا خمسة آلاف طفل اضافة الى الاعداد الاخرى لباقى الدول النصرانية ..ويشترطون ألا يتعدى سن الطفل اثني عشر سنة حتى ينصروه بمنتهى السهولة..لم تتقدم دولة عربية أو إسلامية واحدة بقبول بعض هؤلاء اللاجئين الذين كانوا يقمعون على حدود الدول في هذا البرد القارس ليس لهم بعد الله من حامي..و لم تتحرك دولة مسلمة واحدة وتقول لما لا نأخذ بعض هؤلاء المقهورين كوسيلة من وسائل التخفيف عن إخواننا هناك ؟؟ اولسنا نحن بقادرين على أن نستضيف الآلاف وألا نترك هؤلاء الأبرياء لعمليات التنصير؟؟؟تركناهم و تأخرنا عليهم في ذلك تأخراً طويلا وكانت النتيجة هذه المأساة التي عاشها أخوة لنا في الدين وفي العقيدة ..يذبحون ذبح الشياه أمام ناظرينا ..يعتدى على دمائهم وعلى أعراضهم وعلى ممتلكاتهم وعلى ترابهم الإسلامي ويمحى هذا التراب من الوجود..والعالم الإسلامي ومن حوله ينظر ولا يكاد يتحرك

____________________________________



الخميس، 10 يوليو 2008

مدينتي العالمية في صحراء السويس!



أتابع باندهاش كبير الإعلانات المتوالية والباذخة جدا التي ينشرها طلعت مصطفى عن مشروع "مدينتي" في صحراء طريق السويس القاهرة ، الصور المصاحبة للإعلان توضح أنك تعيش في كاليفورنيا أو مانهاتن وليس في القاهرة ، فالحدائق التي على مد البصر والبحيرات المائية الضخمة في قلب الصحراء ، وأنا أستغرب كيف تتحول هذه الصحراء إلى بحيرات مائية بهذه الضخامة ، وما هي كمية المياه المهدرة بشكل يومي من أجل سرور أعين المترفين في الوقت الذي تطارد فيه الحكومة الفلاحين الذين يزرعون قوت مصر وقوتهم في بعض المحاصيل مثل الأرز بدعوى إهدار ماء زائد والبلد في حاجة إليه ، في حاجة إليه من أجل إهداره في صحراء السويس ! ، وتنقل الصحف الحكومية في صفحتها الأولى تهديدات وزير الموارد المائية للفلاحين الذين "يهدرون" المياه في زراعة الأرز ، كذلك تقرأ عن البنوك العالمية والمدارس التي أعلن أصحاب مدينتي أنهم تعاقدوا معها بالفعل ، رغم أن سكنى المدينة لن تكون قبل عدة سنوات ، خاصة وأن مشروعهم الأساس وهو مدينة الرحاب لا يتجاوز نسبة الإشغالات فيه حتى الآن عشرين في المائة على أكثر تقدير ، وهناك إجماع على أن نسبة الإشغال إذا وصلت إلى اكتمالها فإن شوارعها ستكون صورة مطابقة لشارع عبد الخالق ثروت وشريف في وسط القاهرة ، وفي ظل انعدام أي رقابة أو جهات حماية لحقوق المواطن في مصر ، فإن حقوق المتعاقدين في الشركة الذين اشتروا حبات الرمل حتى الآن ، متعلقة بشفافية طلعت مصطفى نفسه فقط لا غير ، وإذا اهتزت الأمور لأي سبب مستقبلي ، لا سمح الله ، فعليه العوض وكل عام وأنتم بخير ، وسوف يتحرك النائب العام بالتأكيد ويتساءل الرأي العام معه والصحف القومية والمعارضة والمستقلة عن كيفية خروج هذا الشخص أو ذاك من صالة كبار الزوار معززا مكرما رغم قرار النائب العام في القضية ، على الطريقة المصرية الشهيرة والمتكررة منذ سنوات كأفلام إسماعيل ياسين ، طبعا أنا لا أتمنى هذا السيناريو الكئيب ، لأن المصريين لا يحتملون المزيد من المصائب ، ولكني لا أستطيع أن أخفي قلقي من دفع أموال قدرت بخمسة مليارات جنيه حتى الآن ، خمسة آلاف مليون جنيه لشراء إعلانات تليفزيونية ، وإذا ذهبت إلى موقع مدينتي في طريق السويس القاهرة الصحراوي فلن تجد إلا الرمال على مد البصر ، وخيمة أسمنتية مكيفة تستقبلك وتحظر عليك التحرك خارجها لكي يتلقفك مندوبون مدربون ليعرضوا عليك فرص التملك في المدينة العالمية ، بأسعار لا يمكن تصديقها في مصر ، حيث يتم بيع "الاستديو" أو الشقة البالغة الصغر التي تصل مساحتها الإجمالية إلى خمسة وأربعين متر مربع لا غير ، يعني تقريبا مساحة غرفة متسعة ، تصل ثمنها الإجمالي إلى ربع مليون جنيه مصري ، وتتسلمها نصف تشطيب ، وهذا ضرب من الجنون ، ولا أعرف من هي الجهة الحكومية التي اعتمدت مثل هذه الأسعار ، في أرض حصل عليها المسؤول الكبير في الحزب الوطني ورئيس إحدى أهم لجانه في البرلمان برخص التراب ، أو بمعنى أوضح : هدية ، حيث لم يتجاوز ثمن المتر جنيهان اثنان فقط لا غير ، ثم هو يبيع المتر للمصريين اليوم بما يقرب من ستة آلاف جنيه ، وعندما يبيع بقال صابونة غسيل بزيادة نصف جنيه يطارده أكثر من جهاز رقابي من التموين إلى حماية المستهلك إلى غيره ، فهل تساءل أحد في الدولة عن معنى أن يتم بيع المتر الذي تم إهداؤه إلى القيادي الكبير بالحزب الحاكم بجنيهين اثنين ، فيبيعه بستة آلاف جنيه على الأقل ، ويمكن أن يصل إلى عشرة آلاف إذا سلمه المبنى بالتشطيب ، مع الأسف ، مشروع مدينتي هو نموذج جديد للعشوائية التي تضرب في جنبات البلد ، وانت ونصيبك ، وانت وحظك في أي خطوة تخطوها ، لأن الدولة غابت ، وتحولت أراضيها ومصالحها وشركاتها إلى "عزب" يتم تقسيمها بين المماليك الذين هيمنوا على صناعة القرار فيها وحاصروا كل شيء ، ويفعلون اليوم أي شيء، دون حسيب أو رقيب

_______________________




الأربعاء، 9 يوليو 2008

لماذا لم تفرج الحكومة المصرية عن عبود الزمر؟!

لقد بات من الواضح أن الحكم الصادر ضد عبود الزمر قد انتهى بالفعل في 13/10/2001 بموجب شهادة من مصلحة السجون وهي الجهة المعنية بالتنفيذ.ولكن علامة الاستفهام تكبر كل يوم عن الذي سبقه وتكثر الأقاويل حول الأسباب فهناك من يؤكد أن هناك ضغوطا دولية من الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث برحي التجارة في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وهو قبل موعد خروج عبود وطارق الزمر بنحو شهر واحد فقط. والذي يقوي هذا الاحتمال هو الحملة الأمريكية على المنطقة ورغبة الولايات المتحدة في محاصرة التوجه الإسلامي السلفي الذي تعتبره خطرا على مستقبلها في المنطقة.ولكن هناك من يضيف على هذا التحليل أمرا جديدا يتعلق بأن هذه الضغوط الأمريكية صادفت رغبة جامحة عند النظام الحاكم الذي يكره النشاط الإسلامي السلفي الذي يسعى إلى العودة بالمجتمع إلى أصوله العقائدية ومستوى الأخلاق الرفيع والالتزام السلوكي بمنهج الإسلام ، وهناك من يرى أن عبود وطارق استعملا حقهما في رفع القضايا وفضح الممارسات الخاطئة داخل السجون في فترة سابقة حيث تم رفع العديد من القضايا في مطلع الثمانينات والتسعينات وتم كسبها جميعا ضد الحكومة منها إلغاء الحبس الإنفرادي وفتح الزيارات المغلقة والسماح بالكتب والصحف والمجلات وإلغاء قرارات المنع من التعليم والحضور لأداء الامتحانات في الكليات ووقف عقوبة الجلد ضد المسجونين والسماح بصلاة الجمعة بعد الحرمان منها وكل ذلك تم بقرارات من النيابة وأحكام قضائية وإضرابات من الطعام وكنا نقوم بحملة إعلامية مصاحبة لهذه المواقف نوضح فيها حجم المعاناة التي يعانيها المسجونين في قضية 1981 والواضح أن الحكومة كانت غاضبة من عبود وطارق لدورها البارز في هذا النزاع وصمودهما مع إخوانهما في وجه الظلم والعدوان على القانون.ومن هنا جاء دور الانتقام حين جاء موعد الإفراج فتعاملت الحكومة على نحو اتسم بالتجاهل ورفضت الإفراج عنهما في حين أفرجت عن جميع زملائهما في نفس القضية وفي نفس الظروف.ويتردد احتمال آخر يؤكد قائله أن عبود تسبب في هذه المشكلة حين أجرى مجموعة من التحركات أظهرت دورًا بارزًا على المستوى الدولي عندما استجاب الزرقاوي زعيم القاعدة بالعراق لدعوته التي طالب فيها بالإفراج عن الرهينتين الفرنسيتين وخاطب الاتحاد الأوروبي بما يفتح الباب أمام حوار هادف وجاد مع التيار الإسلامي بعيدا عن مظلة الحكومة وأن الاتحاد الأوروبي أبدى مرونة في اتجاه هذه التحركات وأصدر بيانا يحمل الحكومات العربية مسئولية الأزمات الداخلية وطالبها بمزيد من الحريات والإصلاح ورعاية حقوق الإنسان كما قام عبود بالإعلان عن استعداده للوساطة لوقف أي هجمات للقاعدة في مصر على أن تفجر السلطات المصرية عن جميع المعتقلين السياسيين الذين صدرت بشأنهم أحكام بالإفراج وكانت هذه الفكرة تحمل إحراجا كبيرا للحكومة المصرية وأيضا ترشيح عبود لمنصب الرئاسة وتقدم ببرنامج انتخابي وطلب مناظرة الرئيس وانتقد بشدة سياسات الدولة وطرح حلولا للمشكلات تمثل سيرا في الاتجاه الممنوع وهي أمور لا يرضى النظام عنها ولكن الملاحظ أن هذه الاحتمالات وقعت في عام 2005 مما يجعل هذا الاحتمال ضعيفا لأن احتجاز عبود تم منذ نهاية عام 2001 أي قبل ذلك بأربع سنوات ولكن ربما يكون قد أسهم في زيادة قناعة النظام بأهمية احتجازه.. ولكن هناك احتمال يحمل دلالة قوية يتمثل في أن عبود وطارق طرحا رؤية سياسية وتصورًا للعمل العام (دعوي ـ سياسي ـ اجتماعي ـ نقابي ـ طلابي) إلى آخر تلك الأعمال المشروعة التي كفلها الدستور والقانون وأن هذه الرؤية تمثل مشروعا بديلا للنظام الحاكم ولم يقبل عبود بفكرة جلد الذات وتحميل التيار الإسلامي مسئولية مرحلة الصراع الدامي في التسعينات ولكنه حمل المسئولية الكبرى للنظام وأرجع أسباب التصعيد لتعديات النظام على حقوق الشعب ومصادرة العمل الإسلامي وملاحقة أبناء الحركة في كل مكان مما أدى إلى هذا النوع من الصدام الدموي الذي لم نكن نريده لمصرنا الغالية.وربما يقول قائل إن خطورة عبود على النظام الحاكم كبيرة خاصة وأن له خلفية عسكرية وشعبية في داخل التيار الأصولي بل وعلى المستوى الجماهيري ويمكنه أن يقود تيارا معارضا قويا خصوصا أنه يحظى بود مع جماعة الإخوان وقد دعمهم في الانتخابات النيابية الماضية على نطاق واسع مما يعتبره النظام شخصية غير مرغوب في تواجدها خارج السجون بشكل نهائي.حتى وإن صح ذلك فإنه لا يصح النظام الحاكم الذي يدعي الديمقراطية بما فيها من تداول السلطة وقبول الآخر أن يحظر تواجده على الساحة خلافا للقانون الذي أعطاه الحق في الخروج من السجن لانتهاء مدة الحكم منذ أكثر من ست سنوات وكذلك أعطاه الحق في العمل السلمي في شتى المجالات وهو الأمر الذي يطالب به عبود حتى تكون ممارسات التيار الإسلامي علنية ومشروعة لأن الإصرار على إزاحة التيار الإسلامي بسن قوانين وكسر قواعد اللعبة سيؤدي حتما إلى ظهور تيار يعود بنا إلى المربع الأول وبالتالي مخاطر لا يعلم مداها إلا الله.

_______________________________



المصدر: http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=50715&Page=13&Part=6




الثلاثاء، 8 يوليو 2008

عمرو خالد فى السفارة الأمريكية


منذ مايقرب من أكثر من عشر سنوات كنت ألتمس الأعذار كثيراً للاستاذ عمرو خالد وعندما هاجمه اخوانى السلفيون كنت أقول لهم أنه ربما يكون مجتهدا وأخطأ فى الدعوة أو ربما لقلة العلم ومع كثرة اخطائه كثر النقد الموجه له من كبار الدعاة والعلماء ومطالبتهم له بتصحيح أخطائه الفقهية والدعوية ومنهم أستاذ الدعاة المعاصرين المحبوب وجدى غنيم الذى وجه له رسائل نصائح عديدة ولكنه لم يبال مطلقاً فلم يستمع إلى أى نصيحة منه أو من غيره ولم يصحح أى خطأ استدركه عليه العلماء وهنا توقفت عن التماس الأعذار خاصة بعد إصراره الشديد على الذهاب إلى الدنمارك رغم معارضة جمهور علماء الأمة ولكنه لم يبال وسافر إلى الذين سبّوا واستهزئوا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأدركت هنا أن الرجل لا يمشى على خطى الحبيب مطلقاً ومع تتبعى لحلقاته الفضائية ومعرفتى بمايدور فيها وجدت الرجل مغرما بالكاميرا والشهرة غرام العاشقين الذين لايبالون فى سبيل المحب المعشوق ماذا يفعلون ولايهتمون بنقد أو نصح وكل همهم فى المحبوب الشهرة والكاميرات فقط وأذكر هنا مثالا واحدا عندما تم عرض رحلة حج بقيادته ومصورة مباشر على أحد الفضائيات كيف كانت تُفتعل المشاهد فى عبادة الحج لتحقيق الغرض التصويرى وكيف أن الرجل لم يحلق شعره امتثالا لسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كى يحافظ على صورته أمام الكاميرا وأسالوا المختصين<وغير ذلك كثير > ورغم كل ذلك و الأخبار التى تواردت عن ثروته الكبيرة التى جمعها من حلقات الفضائيات والإعلانات وتجارة المادة الدينية إلا أننى كنت فى نفسى أحاول إلتماس العذر له بحب الدنيا وهى آفة لايسلم منها إلا المخلصون وهم قلة فى هذا الزمان ولكن بعض إخوانى كانوا لايرون ذلك حباً للدنيا فقط وكانوا يرونه مشروعاً خطيرًا تم توجيهه وبرمجة عمروخالد على تفعيله فى الفكر والمنهج الإسلامى خاصة بعد إحتفاء الغرب المعادى للإسلام به ولكنى كنت أتوقف عند هذه النقطة فهى ليست بالأمر السهل أن يكون الدعاة أُلعُوبة فى يد أعداء الاسلام رغم أنه مخطط معروف للدعوة والدعاة إلا إننى كنت أشفق على عمرو خالد أن يتورط في هذا الطريق وكنت أجادل وأدافع عنه حتى أحتد على أحد أصدقائى الشيوخ قائلاً ألم ترى مافعله بالحجاب الإسلامى لقد ضيع معالمه وأركانه وجعله قطعة قماش ملونة على الرأس وتفعل البنت ماتشاء فى جسدها إنه تبرج وأمركة للحجاب مقصودة حقاً إن عمرو خالد لم يترك لأى محامى ثغرة واحدة كى يدافع عنه فهو يتفنن كل يوم فى إغلاق ثغرات الدفاع ويُعرض عن كل الناصحين البعض يقول غرورًا والآخر يقول عنداً؟ لكن قمة المصائب .. هى خبر زيارة عمرو خالد للسفارة الأمريكية إحتفالا بعيدهم المسمى عيد الإستقلال لاحول ولاقوة الابالله لاأعرف بأى منطق ومبرر لبّى عمرو الدعوة فهو ليس موظفاً رسمياً كى يكون مقبولاً التماس العذر له فى الحضور لصفته الرسمية بل هو أمام الناس داعية إسلامى؟! ولاأعرف هل ظن نفسه عمرو بن العاص الصحابى الجليل السياسى المحنك يفاوض باسم المسلمين أعدائهم !!!!!! ثم أى انسان مسلم وأى داعية أنت ياعمرو أين الولاء والبراء والحب فى الله والبغض فى الله ألم تسمع بما فعله الأمريكان لقد إحتلوا بلاد المسلمين واعتدوا على المدنيين العزل الأبرياء من المسلمين قتلاً وذبحاً وتدميراً فى العراق وأفغانستان حتى الصومال لم يرحموا شيخاً ولاامراة ولاطفلا وفى فلسطين يدعمون اليهود بكل أنواع الدعم السلاح والمال والدعم السياسى ألم تسمع خطاب بوش فى الكنيست عندما قال لليهود أنتم لستم سبعة مليون بل ثلاثمائة وسبعة مليون ثم هل تعنى زيارتك قبولك للإحتلال وإعتراضك على المقاومة ؟ وماذا تقول للأرامل واليتامى والثكالى والأسرى والمظلومين فى بلاد المسلمين المحتلة وهل هانت عليك دماء الشهداء؟. ثم عجباً لك ألم تسمع مقولة بوش عندما أعلنها حرباً صليبية على الإسلام ومناهج التعليم والجمعيات الخيرية الإسلامية يا الله ألايعرف قلبك الغيرة على محارم الله لقد اغتصب الأمريكان نساء المسلمين فى العراق ألم تسمع بالعراقية المسلمة عبير الجنابى التى اغتصبها جندى أمريكى وقتلها وبرأته المحكمة الأمريكية . رحم الله الامام ابن القيم حين قال فى كتابه اعلام الموقعين <وأيُّ دين، وأي خيرٍ فيمن يـــرى محارم الله تنتهــــــــك وحدوده تضيع وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس > ولاأظن أنك ذهبت إلى السفارة الأمريكية كى تُنكر عليهم وتعلن أمام الجميع إنكارك لجرائمهم وتفضحهم فى سفاراتهم لم يحدث هذا بالطبعربما تظن أن حضورك يدل على سماحة الإسلام بئس الظن فالإسلام كله عدل وإنصاف ويسر وسماحة ولكن الإسلام لايقبل الذل ولايرضى بمودة المعاندين المحاربين لله ورسوله الملطخة أيديهم بدماء المسلمين قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) الممتحنة قال الله تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) الممتحنة / 4 ، وقال تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) المجادلة /22 ثم ياعمرو أذكرك بقول الحق <محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم > أين أنت فى تلك الآية إنك من أتباع الحبيب محمد وأتباعه أشداء على الكفارالذين يقاتلون المسلمين ظلماً وعدواناً فهل زيارتك شّدة على المعتدين الظالمين للأسف إنها مودة وإن قلت دبلوماسية قلت لك أن الإسلام عرّفها أنها مداهنة والعياذ بالله . و للعلماء فى تفسير هذه الآيات كلام كثير وخطير فى حكم من يفعل ذلك لم أذكره لأننى أردت التذكرة فقط وكل أملى أن يفيق عمرو خالد من سكرته فعندى من المعلومات والحقائق المؤسفة الكثير ولكن ليس هذا مرادى وأتمنى من محبى عمرو أن يهتموا بنصحه ولايشغلهم التعصب له عن إتباع الحق فأخشى ما أخشاه أن تكون الزيارة القادمة لعمرو خالد لسفارة العدو اليهودى الصهيونى فسفارة أمريكا أسوأ من سفارة العدو الصهيونىوكلاهما مجرم فاليهود احتلوا فلسطين والأمريكان إحتلو العراق وأفغانستان والصومال بقناع أثيوبى وأيضاً فلسطين بقناع يهودى صهيونى .هداك الله ياعمرو . وتبقى عدة وقفات الأولى رحم الله الدكتور المسيرى فقد كان من النخبة المخلصة لوطنها ورغم مكانته لم يداهن وينافق وصبر على مبادئه ولم يذهب لسفارة أمريكا. الثانية . الداعية المحبوب الأستاذ وجدى غنيم يتعرض لمحنة أخرى بعد قرار ترحيله من جنوب أفريقيا إدعوا له بالثبات فهو حقاً من أئمة الدعوة المعاصرين ومن النخبة الإسلامية المخلصة ولوشاء لمكث فى مصر أو أى بلد عربى يداهن وينافق ولكن إخلاصه آبى إلا الهجرة لله ثبته الله على الحق وجمعنا الله واياه فى الدنيا على طاعته وفى الأخرة فى الفردوس الأعلى. وأخيراً إن واقعنا المؤلم ليس بسبب الإستبداد والقهر فحسب ولكن والله من فساد ونفاق بعض من يُظنهم الناس نُخبة وحقاً لايجتمع ويأتلف الظالمون مع المخلصين أبدًا إلا إذا تغير وفسد المخلصون.

________________________

المصدر: http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=50958&Page=7&Part=1

الأحد، 6 يوليو 2008

آثار نكسة يونيو لا زالت باقية


ليس ثمة شك في ان الصراع الذي يعرف بأسماء عدة مثل "حرب الايام الستة" أو "حرب عام 1967 " أو "حرب حزيران/يونيو" أو "النكسة"، غير الشرق الاوسط بأسره وكان له تأثير على المنطقة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الاولى أكثر من أي حدث آخر، وذلك باستثناء قيام الدولة العبرية عام 1948. ولم تستمر المعارك الفعلية بين الكيان الصهيوني والجيوش العربية سوى ستة أيام من الخامس إلى العاشر من حزيران/يونيو، غير أن آثارها وتداعياتها مازالت محسوسة بعد 40 عاما من انتهاء الحرب، كما أن المشكلات التي حدثت عقب هذه الحرب مازالت عصية على الحل حتى الان.
هذه الحرب فجر شرارتها الاولى سلسلة من التوترات المتصاعدة على خلفية الغارات التي كان يشنها مسلحون فلسطينيون على الكيان الصهيوني وما أعقبها من غارات انتقامية من جانب الصهاينة . كما أن النزاعات اليهودية -السورية حول المناطق المنزوعة السلاح بلغت ذروتها أيضا في صورة قصف سوري للقرى في شمال فلسطين المحتلة وما استتبع ذلك من معارك جوية بين الدولتين في نيسان/أبريل.
بيد أن هذه التوترات بلغت ذروتها في أيار/مايو عام 1967، لتبدأ بذلك فترة مازالت تعرف في الكيان الصهيوني باسم "الترقب والانتظار".
وفي يوم 18 أيار/مايو، طالبت مصر التي أبرمت اتفاقية دفاع مشترك مع سوريا وكانت تعكف على بناء قواتها المسلحة بصورة مكثفة بسحب قوة الطوارئ التابعة الدولية من شبه جزيرة سيناء بعد أن انسحب الصهاينة منها عقب "حملة سيناء" (العدوان الثلاثي كما سماها المصريون) عام 1956.
ووافق الامين العام للامم المتحدة آنذاك يو ثانت على الطلب المصري، وبعد ذلك بأربعة أيام أغلق الرئيس المصري جمال عبد الناصر مضيق تيران أمام السفن الصهيونية. وكانت الدولة اليهودية قد أكدت منذ عام 1956 أن أي إغلاق للمضيق يؤدي إلى عزل ميناء إيلات الجنوبي سيكون بمثابة ذريعة للحرب وقرع لطبولها.
وبينما جاب وزير الخارجية الصهيوني ابا ايبان العواصم الاوروبية والولايات المتحدة سعيا وراء الدعم والحل الدبلوماسي للازمة، شرعت الحكومة الصهيونية بقيادة رئيس الوزراء ليفي أشكول في استدعاء جنود الاحتياط. كما تعرضت الحكومة لضغط هائل لتعيين الجنرال الأعور موشي ديان الذي كان رئيسا ِلأركان الجيش في حرب عام 1956 وزيرا للحرب. ومن ثم انضم ديان إلى الحكومة في الاول من حزيران/يونيو.
وفي يوم الاثنين الموافق الخامس من حزيران/يونيو ومع فشل الدبلوماسية في حل الازمة، شن العدو الصهيوني ضربة جوية استباقية. وفي الساعة السابعة و45 دقيقة من صبيحة ذلك اليوم، استهدفت الموجة الاولى من الغارات الصهيونية المطارات الجوية المصرية حيث دمرت القوة الجوية المصرية على الارض لتضمن بذلك التفوق الجوي للعدو الصهيوني لعدة معارك قادمة. كما دمرت غارات جوية مماثلة القوتين الجويتين السورية والاردنية.
وبعد نصف ساعة على هذه الغارات الجوية، عبرت القوات اليهودية إلى شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة لتبدأ تقدما انتهي بعد ذلك بخمسة ايام عندما وصلت الدبابات الصهيونية إلى قناة السويس. وعلى الرغم من أن الدولة الصهيونية ناشدت العاهل الاردني الملك حسين التزام الحياد في الحرب، فإنه كان قد وقع اتفاقية للدفاع المشترك مع مصر ووضع القوات الاردنية تحت إمرة قائد مصري.
وفي صباح الخامس من حزيران/يونيو قصفت المدفعية الاردنية القدس الغربية والسهل الساحلي لفلسطين المحتلة كما استولي الجنود الاردنيون ولفترة قصيرة على مكتب الامم المتحدة في جنوب القدس الشرقية. وعلى اثر ذلك، شرعت القوات الصهيونية في مهاجمة مواقع أردنية.وبحلول يوم الاربعاء الموافق الثامن من حزيران/يونيو، أصبحت الضفة الغربية والبلدة القديمة في القدس في قبضة القوات الصهيونية.
ومع تدمير الجيشين المصري والاردني أو تراجع ما تبقي منهما، أحست الدولة العبرية بأن يدها باتت طليقة ومن ثم شرعت في مهاجمة سوريا التي كانت تساعد مصر والاردن من خلال قصف المدن الواقعة شمالي الكيان الصهيوني.
وفي يوم الجمعة الموافق التاسع من حزيران/يونيو، بدأت القوات الصهيونية في تسلق مرتفعات الجولان ومهاجمة مواقع سورية هناك. وبحلول مساء يوم السبت الموافق العاشر من حزيران/يونيو، سيطرت القوات الصهيونية على مرتفعات الجولان ومن ثم أسدل الستار فعليا على الحرب لتجد الدولة اليهودية نفسها وقد أحكمت سيطرتها على جزء كبير من الاراضي كما فرضت سيطرتها على نحو مليون فلسطيني وهو الامر الذي هيأ مسرح الاحداث لصراعات مستقبلية وفجر مشكلة مازالت تستعصي على الحل إلى يومنا هذا.

__________________________

المصدر: http://lsanul-arab.maktoobblog.com/346565/%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1_%D8%B2%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%84_%D8%AD%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86_%D9%84%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%84%D8%AA_%D8%A8%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9

الخميس، 3 يوليو 2008

موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيرى


موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتورعبد الوهاب المسيرى، نشرتها دار النشر المعروفة دار الشروق.
وكاتب الموسوعة الدكتور عبد الوهاب المسيرى، رجل درس اليهود والصهيونية لمدة تقارب الثلاثين عاما، منها ثمانى سنوات متفرغا لها حتى من عمله كأستاذ للأدب الإنجليزى فى جامعة عين شمس بالقاهرة، حتى أن أصدقاءه من العرب والفلسطينيين هم من تكفلوا بالدعم المادى لأبحاثه خلال هذه السنوات الثمانى الأخيرة من هذه الدراسة المتعمقة، فمثل هذه الأعمال تحتاج إلى مراجع ومتابعة علمية تكلف الكثير من الجهد والوقت والمال.
وللعلم فإن محمد حسنين هيكل الصحفى والكاتب المعروف قد قدم له عدة ألاف من الدولارات فى أواخر الستينات كون بها نواة مكتبة مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وهو واحد من أهم مراكز البحث ودعم القرار فى العالم العربى .
وقد قام المسيرى بإصدار الموسوعة من ثمانية أجزاء عن اليهودية والصهيونية وهى متاحة كذلك بثمن أرخص كثيرا على أسطوانات سى دى حيث يبلغ ثمنها فى مصر تسعة وتسعون جنيها، وقد بدأ المسيرى فى كتابة هذه الموسوعة منذ حوالى ثلاثين عاما ككتيب صغير يحتوى على المصطلحات الأساسية الخاصة بالدراسات اليهودية والصهيونية، بعد أن شجعه أصدقاءه ومنهم أسامة الباز المستشار السياسى الحالى لرئيس جمهورية مصر العربية على التخصص فى هذا المجال، حيث لاحظ المسيرى أن المصطلحات اليهودية والصهيونية غير معروفة وغير متفق عليها لدى كثير من المفكرين العرب، وبالتالى كان لزاما على كل من يكتب فى هذين المجالين أن يشرح فى كعب صفحات بحثه أو فى أخره المصطلحات التى إستعملها، مما كان يؤدى إلى بذل مجهود مضاعف.
إلى جانب أن كل باحث فى مجال الصهيونية كان يضطر لأن يبدأ من جديد من نقطة الصفر فى تعريف وفهم وشرح المصطلحات التى إستعملها.
ومن هذه المصطلحات عل سبيل المثال:الماسونية، الصهيونية، القبالة، الأشكيناز، السفرد، الهيكل، الجوييم ، يسرائيل، إيريتس، ياهو، اليديشية، الترنسفير، وأنواع الفرق اليهودية المختلفة، إلخ.
ثم تطور هذا الكتيب الصغير للمصطلحات اليهودية والصهيونية إلى مجلد كبير، ثم تطور هذا المجلد بدوره فى نهاية الأمر إلى الموسوعة ذات الثمانية أجزاء بشكلها المعروف منذ ثلاث سنوات تقريبا.
والموسوعة بمجلداتها الثمانية تعتبر دراسة علمية متعمقة لا نظير لها فى اللغة العربية ولا حتى فى اللغات الأخرى، نظرا لما تتمتع به من حيادية علمية دون تعصب للصهوينية كما يفعل الغرب، حتى فيما يطلق عليه مراكز علمية محايدة، فالمسيرى يشرح اليهودية والصهيونية من منظور مخالف للمنظور الغربى المتحيز، وقد أخذت منه مجهود لا يقل عن ثلاثين عاما كما سبق الذكر.
حتى أن المجلد الثامن من الموسوعة مخصص فقط كملاحق وفهارس، فهناك فهرس عادى للمواضيع، وفهرس ألفبائى عربى، وفهرس ألفبائى إنجليزى، وفهرس حسب التواريخ والأحداث، وفهرس للمصطلحات والتعاريف التى إستخدمها فى الموسوعة.
والمسيرى هو بحق صاحب نظرية جديدة فيما يخص نظرتنا كعرب وكمسلمين لليهود.
فالرأى الشائع بيننا كعرب أن اليهود يسيطرون على أمريكا عن طريق اللوبى اليهودى والصهيونى فى المجالات الثلاث: الإعلام ،الإقتصاد، والسياسة.
أما المسيرى فهو صاحب نظرة ثورية تماما، حيث يرى أن أسرائيل هى مجرد أخر جيوب الإستيطان للرجل الأبيض فى المنطقة لتحقيق أهداف أمريكا بنفقات منخفضة جدا إذا ماقورنت بالنفقات التى كان يتوجب على الولايات المتحدة أن تنفقها لو أنها أتت للمنطقة بنفسها، سواء كانت نفقات مادية أم بشرية.
فقد ثبت أن أمريكا كانت ستحتاج إلى ما لايقل عن خمسين مليار دولار سنويا لو أنها أتت إلى المنطقة بنفسها وأحضرت معها حاملات طائراتها وجنودها وعتادها كى تسيطر على المنطقة، ولكنها وفرت كل هذا بأن إتخذت من المسماة بإسرائيل قاعدة حربية لها فى المنطقة، فهى تشبه حاملة الطائرات ولكنها مكونة من أربعة ملايين جندى مرتزقة يعملون لحساب الولايات المتحدة الأمريكية ويحصلون فى النهاية على عشرة مليارات دولار فقط فى العام، أى أن أمريكا قد وفرت أربعين مليار دولار سنويا، ناهيك عن الخسائر البشرية وصورتها التى كانت ستصبح سلبية جدا فى العالم العربى، وبذلك تكون قد تركت الأعمال القذرة لإسرائيل وأدعت كذبا أنها تعمل من أجل الحريات ومن أجل إقرار السلام فى المنطقة، لدرجة أن أحد حكام إسرائيل قد طالب أمريكا ساخرا ببقية الخمسين مليار دولار.
وإسرائيل تشبه الجندى المرتزق فعلا، فهو بلا كرامة وبلا أهمية كفرد، حيث يضحى فى سبيل بضعة دولارات بأمنه، فهو قد أجرى صفقة مع الولايات المتحدة، حيث يكون هو لها بمثابة قاعدة عسكرية فى المنطقة وفى المقابل يضحى بأمنه الشخصى نظرا لما يتعرض له من عمليات مقاومة يومية من قبل الشعب الفلسطينى الذى حرم هذا الجندى المرتزق من نعمة أن يكون له دار يأمن فيه على نفسه وأهله ، فالإسرائيلى هو فى حالة قلق وخوف مستمر، يحمل بندقيته معه أينما ذهب، فى العمل يحمل بندقيته، فى السوق يحمل بندقيته، فى المنزل يحمل بندقيته، فى كل مكان ، فأى حياة هذه التى لا ينعم فيها المرء بالأمان ؟ تماما مثل حياة المرتزقة.
وإسرائيل تلعب دور هام جدا لأمريكا، حيث أنها أولا تمثل قاعدة عسكرية متاحة لها أربع وعشرون ساعة، كما تؤدى إلى الحيلولة دون وحدة المشرق العربى، خاصة بين مصر وسوريا، وتستنزف مقدرات الأمة بما تشكله من تهديد عسكرى دائم يوجه جل طاقات الأمة للتسليح العسكرى، ويحول دون إستتباب الأمن فى المنطقة، كما أنها اليد الطولى للولايات المتحدة لتأديب من يعصى أوامر أمريكا من الدول العربية فى أى لحظة، وكل هذه الخدمات مقابل فقط عشرة مليارات دولار سنويا
فالمسيرى كما سبق الذكر يرى أن أمريكا هى من يحرك إسرائيل لا العكس.
كما يرى أن تضخيم حجم إسرائيل وتصويرها لنا بأنها تسيطر على أمريكا وتحكم العالم أمر مبالغ فيه عن عمد لثلاثة أسباب
الأول كسر عزيمتنا ، فكيف سنجرؤ على التفكير فى مقاومة من يقود أمريكا بل يقود العالم أجمع ؟ لذلك فهو يكذب فكرة ان هناك شئ إسمه برتوكولات حكماء صهيون، ويكذب فكرة الذكاء اليهودى الخارق فكلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة ولا تنسجم مع المنطق، فمن يضع خطة جهنمية يسعى لأن تكون سرية ولا ينشرها فى منشور علنى يطلق عليه فيما بعد بروتوكولات حكماء صهيون ثم يسمح لها بهذا الإنتشار. والمشكلة ليست أن الشعوب العربية فقط قد صدقت أكذوبة التفوق الخارق لليهود، بل إن القيادات العربية نفسها قد سقطت أسيرة لمثل هذه الخزعبلات.
أما السبب الثانى للترويج لمثل هذا الكذب فهو كى تتمكن القيادات العربية من أن تبرر هزيمتها وتخاذلها أمام شعوبها، فلو فرضنا مثلا أنهم إعترفوا بكذب نظرية التفوق اليهودى الخارق وسيطرته على العالم، فكيف سيبررون لشعوبهم هزائمهم وتقاعسهم؟
أما السبب الثالث فهو كى تظهر أمريكا بمظهر المغلوب على أمره الذى لايملك حرية إتخاذ قراره بسبب اللوبى اليهودى.
مساكين هؤلاء الأمريكان فحفنة قليلة من اليهود هم من يحكمونهم فى ديارهم. هل رأيت نكتة ضحكوا بها على العالم أسخف من هذه؟
وبدراسة التاريخ سنلاحظ أنه عندما كان يحدث أى تعارض حقيقى بين المصالح الأمريكية ومصالح إسرائيل كانت كفة أمريكا هى دائما الكفة الراجحة فيه.
أما إذا أردت معرفة تاريخ اليهود وعلاقتهم بالإسلام منذ الهجرة مرورا بالأندلس وحتى اليوم، أو تاريخهم هم وعلاقتهم بأوروبا ، خاصة دور بولندا فى صياغة يهود أوروبا ، فالرجل قد قدم مائدة لا تخلو من كل ما لذ وطاب فى هذه الموسوعة، وقد إشتريتها فى معرض الكتاب قبل الأخير، وهى بحق متعة ما دونها متعة.
كما أن الرجل يحترم العربية ويرى أنها لغة ولادة ، تقدم لكل عصر ما يناسبه من كلمات وتعبيرات جديدة؛ فلغتنا لغة إشتقاق لا لغة نحت مثل لغات أوروبا، هذا يعنى أن الجذر الواحد تشتق منه ما تحتاج من مصطلحات جديدة ، فمثلا الفعل كتب يعطينا كاتب ومكتبة ومكتب ومكتوب وكتاب وكتيب الخ، بينما فى اللغات الأخرى يضطرون إلى نحت ألفاظ مستقلة تماما لكل معنى جديد فكلمات مثل كتاب وكاتب ومكتبة ومكتوب ومكتب تعنى فى الإنجليزية أو فى الفرنسية أو فى الألمانية كلمات لا علاقة بينها بالمرة، فما العلاقة بين بوك وديسك ورايتير مثلا. فهذا الإختلاف الشديد بين مثل هذه الكلمات على الرغم من تقاربها فى المعنى يؤدى الى تضخم وانتفاخ وتورم لغوى قد تجنبته لغتنا العربية النبيلة.
وكمثال على إستخدامه لهذه الخاصية اللغوية يخترع المسيرى كلمات عربية جديدة تناسب العصر.
أنا لا أبالغ، الرجل يخترع بالفعل كلمات عربية جديدة ، حتى أن أخر مجلد فى الموسوعة ليس مخصص فقط للفهارس بأنواعها المختلفة بل ومخصص كذلك لشرح الكلمات والمصطلحات العربية الجديدة التى اخترعها واستعملها فى الموسوعة
مثال على ذلك:
إختراعه لكلمة عربية جديدة أسماها حوسلة.
فهو يقول أن هناك فى العربية كلمة بسملة وتعنى بسم الله الرحمن الرحيم.
وكلمة حوقلة أى لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
أما كلمة حوسلة التى اخترعها فتعنى تحويل البشر الى وسيلة وأداة لا حرمة لها، وهو المبدأ الغربى بشكل عام فى التعامل مع البشر، حتى ولو كان ذلك على حساب القيم الإنسانية.
فيضرب أمثلة على ما فعله الرجل الأبيض حينما شحن الزنوج الأفارقة فى السفن الى القارة الأمريكية بهدف تعميرها وتحت ظروف بشعة حتى أن من يمرض أثناء الرحلة كان يلقى حيا فى المحيط الأطلنطى لأنه مجرد وسيلة أصبحت بلا فائدة.
كما أن فكرة (الترنسفير) هى جزء اساسى من الحضارة الغربية فقد قاموا من قبل بقتل ملايين الهنود الحمر وإجلائهم عن أراضيهم.
وإن النزعة الى إبادة الأخر لم تكن ضد اليهود فقط كما يريد اليهود أن يصوروا ذلك للعالم، ولا ننس جرائم الغرب فى الجزائر الذى أبادوا فيه مليون شهيد وقت أن كان تعداد الجزائر ثمانية ملاين، أى أن اكثر من إثنى عشر بالمائة من شعب الجزائر قد أبيد كى يحصل على إستقلاله من فرنسا، والمضحك أو المبكى إن شئت هو أن فرنسا نفسها كانت ألمانيا قد أحتلتها فى الحرب العالمية الثانية ومع ذلك فقد كانت فرنسا ترفض أن تمنح مستعمراتها إستقلالها، وشارل ديجول الذى يتزعم الكفاح فى المنفى من أجل إستقلال بلاده لايريد أن يمنح الجزائر إستقلاله.
هل سبق وأن رأيت دولة تحتل دولة أخرى على الرغم من أن هذه الدولة ترزخ هى نفسها تحت الإحتلال ؟ ومن ينسى جرائم أمريكا فى فيتنام وقتلها للمدنيين بقنابل النابالم الحارق؟ ومتى ؟ لا فى القرن الماضى بل فى الستينات من القرن العشرين، من ينسى إعتداء بريطانيا فى جزر فوكلاند المجاورة لسواحل الأرجنتين؟ حيث تعتبر بريطانيا أن هذه الجزر البعيدة عنها ألاف الكيلومترات هى من حقها لا من حق الأرجنتين التى تبعد عن سواحلها بضعة كيلومترات، ومتى تفعل هذا ؟ فى الثمانينات من القرن العشرين تشن حرب فوكلاند وتطلق على نفسها دولة الحريات، أرجو أن تنظر إلى الخريطة باحثا عن جزر فوكلاند هذه بجوار سواحل الأرجنتين كى ترى المسافة الهائلة بين هذه الجزر وبريطانيا وكى ترى كذلك مدى فجر وبعد هؤلاء القوم عن مفاهيم العدل والحق، لقد رفضت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا أنذاك أن تعير الأمم المتحدة أى إهتمام أثناء هذه الأزمة، وقالت أن الأمم المتحدة خلقت لاستغفال دول العالم الثالث، أما بريطانيا فلا تلجأ إلى الأمم المتحدة كى تحصل على ما تريد، ثم من نسى ما فعلته أمريكا فى الصومال، بل من ينسى ما فعله الغرب فى نفسه؟ حيث قتل الأوروبيون أنفسهم أربعين مليون أوروبى مدنى فى الحرب العالمية الثانية، كيف ننسى كل جرائم الغرب المستمرة ونزعته للإبادة منذ أن تمكن؟
إن الغرب على درجة من العهر بحيث أنه بعد كل هذا يتهم العرب والمسلمين بالتطرف والإرهاب، هل نحن من صنع الشيوعية ؟ هل نحن من صنع الأمبريالية ؟ ، هل نحن من صنع النازية ؟ هل نحن من صنع الفاشية ؟ هل نحن من صنع العنصرية ؟ هل سبق وأن أبدنا أمم ؟ هل سبق وأن سمحنا بإغتصاب سبعين ألف إمرأة كما حدث لنساء المسلمين فى البوسنة من قبل جنود الصرب وبشكل منظم ومخطط، لدرجة أن هناك أفلام تباع فى الغرب فى أسواقه السوداء تعرض عمليات إغتصاب المسلمات من قبل جنود الصرب، ومتى يحدث هذا ؟ فى التسعينات من القرن العشرين. وماذا عن مذابحهم فى صبرا وشاتيلا ؟ ماذا عن مذابحهم فى قانا ؟ ماذا عن مذابحهم فى دير يس ؟ ماذا عن ضرب ملجأ العامرية المليء بالمدنيين العراقيين الأبرياء؟ ماذا عن ضرب مدرسة أطفال بحر البقر فى مصر بقذائف الطيران الإسرائيلى ؟ ماذا عن الشهداء الفلسطينيين الذين يتساقطون يوميا ؟ ماذا عن هدم الديار الفلسطينية ؟ ماذا عن حرق مزارع الزيتون وتجريفها ؟
الحقيقة أن القائمة طويلة، جد طويلة ، أليس فى كل ماسبق دليل على نزعة الغرب لإبادة الآخر وكذب ادعائه بالرغبة فى الحوار؟
إنها نفس سياسة لى الأذرع الهمجية، التى إتبعتها كل المجتمعات غير المتحضرة على مر التاريخ، ولكن هذه المرة ليها بأحدث وسائل العصر، باتفاقية الجات وبالسلاح النووى وبالإعلام المضلل، إنه نفس البلطجى الذى لاير إلا الذات ولا يدور إلا فى فلكها.
حضارة ! هاها هاها ، أى حضارة ؟ أوف لهم ولما يدعون.
ولقد ظهرت هذه النزعة لإبادة الآخر فى الغرب كما يقول المسيرى لأنه ذو نظرة حلولية كمونية تعود جذورها الى عصر النهضة، والتى تطورت فيما بعد وأصبحت هى النموزج التفسيرى الحاكم مع منتصف القرن التاسع عشر حيث ظهرت الإمبريالية والداروينية والعنصرية.
وقد مرت هذه الرؤية الغربية بعدة مراحل.
أولا علمانية جزئية حيث الإنسان هو مركز الكون وهو مختلف عن الطبيعة.
ثم ثانيا فى المرحلة التالية حيث ساد منطق النسق المادى الذى يساوى بين الانسان والطبيعة.
ثم ثالثا فى المرحلة الحالية حيث أصبح الإنسان نفسه جزء من الطبيعة، مادة يمكن توظيفها بلا أى مرجعية اخلاقية. فظهر الإنسان (السوبرمان) المسيطر الذى يحدد طبيعة الحل النهائى والإنسان (السب مان) الذى لايملك شئ وبالتالى فلا حقوق له
ولم تكن ألمانيا النازية أول من طبق هذه الأفكار ولكن كل ما فى الأمر هو أنها طبقتها لا فى المستعمرات البعيدة كما كان يحدث من قبل، ولكن هذه المرة فى قلب أوروبا بجانب المدن، مما أدى الى صدمة لم تكن محسوسة من قبل.
ما يريد أن يصل إليه الكاتب هو أنه يوجد تطابق تام فى أسلوب كل من الغرب وما يسمى بإسرائيل، فهى إفراز غربى بحت، ولا معنى لمحاولة أن نقنع الغرب بعدل قضيتنا، لأن حضارتهم قامت أصلا على نفس ما قامت عليه إسرائيل، فقد قامت أيضا على الإبادة والتهجير والغصب، والهنود الحمر وكذلك سكان أستراليا الأصليون أكبر شاهد على ذلك.
خلاصة القول . . إسرائيل ليست إلا آخر مستعمرات الرجل الأبيض فى المنطقة.
ونهايتها حتمية كما انتهى الإستعمار البريطانى فى مصر وكما انتهى الإستعمار الفرنسى فى سوريا وفى الجزائر.
كما يرى المسيرى أن الإنتفاضة على الرغم من قدراتها المحدودة مقارنة مع طائرات ودبابات العدو إلا أنها تشكل حرب نفسية على العدو من جانب و حشد لهممنا من جانب أخر، فنحن نقول للعالم أننا لم ننس أرضنا وحقنا، حتى الطفل الذى ولد بعد الإحتلال لم ينس.
لسبب بسيط وهو أننا لسنا مثل الهنود الحمر ولا مثل سكان أستراليا الأصليون، نحن أمة لها ماضى عريق ضارب فى أعماق الزمان، نحن أمة لا يشهد عليها التاريخ بالحضارة فحسب، بل تشهد هى على التاريخ بأنها من وهبته الحضارة
وهذا ما لايدركه الغرب، أو بمعنى أدق ما لايريد أن يدركه الغرب.
أما فيما يخص المفكر د.عبد الوهاب المسيرى فهو للأسف غير معروف على مستوى الإعلام المصرى بشكل كبير والذى يتجاهله عن عمد، لأنه إعلام مغيب بكسر الغين وكذلك بفتحها (إعلام مغنيين ولاعبى كرة قدم ومسلسلات تحكى من تزوج من ، ومن قابل من )، وقد تعرفت على المسيرى عبر شاشة التلفاز من خلال لقاء معه فى إحدى القنوات العربية الفضائية وليس عبر الإعلام المصرى طبعا، فيبدو صحة مقولة أنه لا كرامة لنبى فى وطنه، فإعلامنا إعلام مسف يفرغ العقول ويملؤها بالسخافات فقط.
وإذا أردت أن تقتنى شيئاً من كتبه أو لم تتمكن من الحصول على الموسوعة فيمكنك شراء بعض من كتبه الصغيرة كى تتعرف على أفكاره بشكل أسرع، فالموسوعة مكونة من ثمانى مجلدات، بينما كتبه العادية يسهل مطالعتها بيسر، وكما سبق الذكر فإن كل أو أغلب كتبه تجدها فى دار الشروق.
وله عدة كتب مثل كتاب نهاية التاريخ وكتاب اليد الخفية وكتاب من هو اليهودى بالإضافة إلى دراسات ومقالات باللغتين العربية والإنجليزية.
والمدهش فى هذا الكاتب أنه انتقل من عالم الكتابة السياسية والتحليلية والموسوعية إلى عالم الكتابة للأطفال.
كما أن هناك من كتاب العربية من وجدت فيهم نفعا قل أو كثر فهذه تبقى وجهات نظر، أردت ذكرهم كى تعم الفائدة ، وهم كالتالى:
• محمد قطب خاصة كتابه ( شبهات حول الإسلام ) وكتابه ( كيف نربى أبناءنا فى النظرية والتطبيق )، فهو رجل عقلانى جدا.
• العقلية الفذة جمال حمدان ، الباحث الزاهد الذى مات إثر حريق غامض فى شقته وحيدا، خاصة دراسته المستفيضة والمتعمقة حول مصر من حيث التاريخ والجغرافيا وعلاقتها بمحيطها العربى والإسلامى والمكونة من أربع مجلدات والتى تحمل عنوان شخصية مصر عبقرية الزمان والمكان.
• العقاد كل كتبه رائعة، والرجل فعلا مخلص لأمته ولانزكى على الله أحد، خاصة سلسلة كتبه العبقريات.
• مصطفى محمود كل كتبه رائعة فهى بسيطة ومرحة ومع ذلك بها دائما فكرة، وتضفى روحانيات عالية جدا.
• محمد الغزالى خاصة كتابه ( خلق المسلم ) ، فهو رجل ذو أسلوب روحانى مشرق.
• يوسف القرضاوى خاصة كتابه ( الحلال والحرام ) ، وكتابه ( الفقه المعاصر )، هو فقيه عصرنا بلا مبالغة ، وزعيم مبدأ لا تفريط ولا إفراط.
• سيد قطب خاصة مجلداته الستة فى تفسير القرآن الكريم والتى تحمل عنوان فى ظلال القرآن، فهو تفسير يخاطب هموم العصر بسبب أنه كتب فى الستينات، لكن لا أفضل أخذ الأحكام الفقهية عنه لسببين أنه غير متخصص فهو أصلا أديب ولم يدرس العلوم الشرعية فى جامعة إسلامية، السبب الثانى والأهم وهو أنه تعرض لظروف سوداوية بسبب العذاب الذى رآه فى السجن والتى ربما تكون قد أثرت على أحكامه بعض الشئ، حتى أنه أكمل تفسيره الشهير والجميل للقرآن (فى ظلال القرآن) فى السجن قبل أن يعدمه عبد الناصر، ويقال أنه دعى على عبد الناصر قبل إعدامه قائلا: اللهم اجعل دمى لعنة فى رقبة عبد الناصر، فلم يكتمل عامان حتى كانت مصر قد منيت بنكسة سبعة وستين وخسرت سيناء، ثم مات عبد الناصر بعد معاناة وصراع مع أسوأ أنواع مرض السكر. أنا شخصيا لست ضد عبد الناصر ولا حتى ضد السادات فهما فى رأيى حاولا جاهدين أن ينقذا الأمة وكانا مخلصين على الأقل من حيث النوايا - التى لا يعلمها إلا الله طبعا - لكن هذا ما أستشفه والله أعلم، ولم يكونا خونة ولكنهما مع ذلك قد قاما بأخطاء كبيرة، جد كبيرة، بل قاتلة لا تغتفر.
• العالم رمضان البوطى من سوريا صاحب أجمل وأقوى أساليب إثبات وجود الله تعالى بالمنطق والحجة.
• أنيس منصور خاصة كتابه ( حول العالم فى 200 يوم ) ، له أسلوب جذاب جدا بغض النظر عن أفكاره، فبعضها تافه، لكنه زعيم أدب الرحلات بلا منازع.
• توفيق الحكيم، خفيف الظل ومرح.
• يوسف السباعى، رومانسى وعاطفى جدا.
• طه حسين خاصة قصته ( الأيام ) لكن يجب الحذر من أفكاره جدا وعدم إعتبارها مسلمات، فله شطحات دينية مزعجة فعلا.
• محمد حسنين هيكل خاصة كتابه (خريف الغضب)، كتبه السياسية دائما موثقة أو مع قليل من الشك تبدو موثقة، لكن قربه من عبد الناصر يجعلنى دائما أشك فيما يكتب ولست أعرف فى كل مرة بالضرورة متى ينبغى تصديقه ومتى لا.
• د.زكى نجيب محمود فيلسوف، لكن يجب الحذر من أفكاره بسبب ميوله الغربية أو لنقل موالاته للغرب عن قصد، ومع حسن الظن عن دون قصد.
• جورجى زيدان خاصة كتابه (17 رمضان) لكن يجب الحذر جدا من أفكاره، ما أعجبنى فيه أسلوبه الجذاب، و ليس فكره بالضرورة.
• د.زغلول النجار المتخصص فى مجال الجيولوجيا وصاحب كتابات متعددة وجيدة فى مجال الإعجاز العلمى فى القرآن وإن كان أسلوبه للأسف غير جذاب فى العرض.
_________________________
أحببت أن أنقل لكم هذا الموضوع عقب سماعي خبر وفاة المفكر الكبير الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي وافته المنية بعد عمر حافل بالعطاء الفكري والسياسي المخلص لدينه ووطنه وأمته ، أسأل الله تعالى أن يجزيه خيرا وإحسانا وغفرانا ، وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

المصدر: http://www.thegulfbiz.com/vb/showthread.php?t=1451

الأربعاء، 2 يوليو 2008

المشير عبد الحكيم عامر والفريق عبد المنعم رياض



بعد أن لطخ المشير عامر وزمرته وجه العسكرية المصرية في هزيمة يونية سنة 1967 .. وبعد أن أظهر الجيش المصري في أسوأ صورة ظهر بها طوال تاريخه العسكري .. وبعد أن نحر المشير عامر ووضع معظم أعوانه في السجون أو أحيلوا إلي التقاعد.. بدأت أكبر عملية بناء وتحديث وتجديد للجيش المصري في العصر الحديث .وبدأت القيادة السياسية والعسكرية الجديدة في وضع أسس جديدة لاختيار القيادات العسكرية علي كل مستوياتها أساسها الكفاءة والجدية والانضباط .. وليس أساسها الفهلوة والشللية والنفاق .وقد بذل عبد الناصر جهدا ً عظيما ً في إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وأشرف عليها بنفسه خطوة خطوة .. ولم يترك هذه المسؤولية لأحد .. حيث أعاد لنفسه منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأعاد كل الصلاحيات التي استلبها منه المشير عامر من قبل .. ومن أهم الأسباب التي دعته إلي الإشراف الشخصي والدقيق علي أكبر عملية إعادة بناء وتأهيل وتحديث الجيش المصري تكمن في أمرين هامين :- أولا ً :- شعوره العميق بأنه المسئول الأول عما جري للجيش المصري من كارثة مروعة في حرب يونية سنة 1967 .. وإحساسه بالذنب الكبير لإهماله أمر القوات المسلحة المصرية طوال السنوات السابقة حتي فشا فيها الفساد وتغلغل إلي أبعد حد .. ومسؤوليته الشخصية عن تركه للجيش يعبث به المشير عامر وزمرته كيفما شاءوا .ثانيا ً :- لقد تعلم عبد الناصر درسا ً قاسيا ً من هزيمة يونية سنة 1967 مفادها ألا يترك الجيش لأحد مهما كانت ثقته فيه .. وألا يسلم رقبته لأحد لكي يقطعها في الوقت الذي يريده .. كما أنه شعر أن مستقبله السياسي كله مرهون بنجاحه أو فشله في تحرير سيناء والتخلص من آثار الهزيمة .. ولذلك رفع الشعار المشهور وقتها " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ".
وسرعان ما أتت جهود إعادة بناء الجيش المصري أكلها ..وبزغ في الأفق نجم جديد أعاد للعسكرية المصرية هيبتها المفقودة وجديتها التي أضاعتها سهرات ومخدرات شلة المشير عامر .. وأعاد للجيش المصري قوته وشجاعته وقدرته علي المبادأة وسرعة اتخاذ وتنفيذ القرار .لقد بزغ نجم الفريق / عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري عقب النكسة مباشرة كنموذج للقادة الجدد في مرحلة بناء وتحديث الجيش المصري .فإذا بنا نري في الفريق / عبد المنعم رياض نموذجا ً مختلفا ً تماما ًً عن نموذج المشير عامر ..فقد كان الأخير يكره العلم ولم يحصل علي أي شهادة عسكرية أو سياسية أو إستراتيجية أو اقتصادية أو في أي علم بعد الثورة .. ولم يذهب إلي دورة عسكرية متقدمة لا داخل مصر ولا خارجها .. وكان علمه العسكري قد توقف عند رتبة الرائد وهو ما يوازي قائد سرية في الجيش المصري رغم أنه كان برتبة المشير ويقود أعرق الجيوش العربية ..أما عبد المنعم رياض فقد كان يجيد الإنجليزية والفرنسية والروسية ..ودرس الفكر العسكري الغربي في كلية مانوبير العسكرية ببريطانيا حيث حصل علي تقدير امتياز من مدرسة المدفعية المضادة بها .ودرس الفكر العسكري الشرقي في روسيا حينما حصل علي دورة تكتيكية وتعبوية في أكاديمية فرونز العسكرية الروسية وهي أعلي شهادة عسكرية روسية وكان ترتيبه الأول علي كل الخريجين .. وحصل علي تقدير امتياز منها .. حتي أطلقوا عليه في روسيا اسم " الجنرال الذهبي " تقديرا ً لكفاءته وقدرته العسكرية .. لم يستنكف العميد / عبد المنعم رياض أن يطلب العلم وهو في هذه الرتبة الكبرى .. إذ شعر بحاجته إلي دراسة علم الرياضة البحتة في كلية العلوم حتى يحيط بتطورات هذا العلم الذي يحتاجه في مجال تخصصه في علم الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات .. وحصل علي امتياز في نهاية هذه الدورة .ولم يستنكف أن يدخل دورة خاصة بالصواريخ في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات بمصر وهو في رتبة اللواء .وما بين عام سنة 1965 ، 1966 أتم وهو برتبة الفريق دراسته في كلية الحرب العليا حتى حصل علي درجة الدكتوراة منها في الإستراتيجية العسكرية وهي أعلي شهادة عسكرية مصرية ..ومن الطريف أنه بدأ دراسته بكلية الحرب العليا منتسبا ً ولما رأي فيه مجلس التعليم بالكلية انتظاما ً وجدية اجتمع في جلسة خاصة وقرر تحويله إلي دارس منتظم .بل الأغرب من ذلك أن عبد المنعم رياض التحق بكلية التجارة جامعة عين شمس وهو برتبة الفريق .. فضلا ً عن دراسته (بالمراسلة ) بجامعات لندن في أفرع الرياضة والاقتصاد .. فقد رأي حاجته لدراسة الاقتصاد دراسة أكاديمية فلم تمنعه مكانته العسكرية ولا رتبته الرفيعة ولا سنه من دخول كلية التجارة كطالب عادي .. وكان لدخوله كلية التجارة قصة طريفة مفادها أنه طلب مقابلة عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس .. فاحتار عميد الكلية : ترى ماذا يكون السبب وراء هذه المقابلة وتوجس شرا ً .. حتى فوجئ بالفريق عبد المنعم رياض يشرح له أنه يعد رسالة عن الإستراتيجية العسكرية وأن بحثه لن يكتب له النجاح كما يرجو ما لم يستوعب العلوم الاقتصادية ورفض أن يكتفي أن يقرأ وحده في علم الاقتصاد أو أن يشرح له بعض الأساتذة بعض الوقت كما عرض عليه العميد .. ولكنه يحب أن يدرس العلم من أساسه .. وكان يمتحن مع الطلاب في نهاية العام .. وكان يؤمن أن " العلم ليس له كبير " .. وكأنه يعيش دوما ً مع قوله تعالي " وقل رب زدني علما "هذا نموذج مختلف تماما ً عن نموذج المشير .. وإذا كان المشير وشلته قد تركوا البصمة السيئة علي من تحتهم من القادة والضباط في كراهية العلم وحب الفهلوة ونفاق الرؤساء فإن عبد المنعم ترك بصمة حسنة وقوية علي كل القادة والضباط الذين عملوا معه في التسلح بالعلم وطلبه .. والحرص علي الكفاءة العسكرية وأنها وحدها هي سبيل الترقي . وإذا كان المشير عامر وشلته لا يعرفون سوي المكاتب المكيفة والأثاث الوثير .. والحديث عن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وحل الخلافات الفنية بينهما .. ونتائج مباريات الدوري والكأس نجد في المقابل عبد المنعم رياض الذي كان يميل إلي البساطة والتقشف والزهد .. حتى أن غرفة نومه في القيادة العامة وهو برتبة فريق أول ورئيس أركان الجيش المصري هي نفس الغرفة بنفس الأثاث البسيط منذ أن كان برتبة المقدم سنة 1952 .. وقد وضعت في المتحف الحربي المصري باعتبارها نموذجا ً لبساطة حياته وهو في هذه المرتبة العسكرية الرفيعة. وإذا كان عامر وشلته لا يعرفون شيئا ً عن جبهات القتال ولا حر أو برد الصحراء مع الجنود .. ولا يعرفون متابعة قواتهم علي الأرض .. فإن عبد المنعم رياض قد زرع فيمن حوله نظرية كان يرددها دائما ً حين يقول " إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة محققة .. إن مكان القادة الصحيح وسط جنودهم وأقرب إلي المقدمة منهم إلي المؤخرة " .ولذلك استشهد الفريق رياض وهو في أقرب نقطة من الجيش الإسرائيلي .. حتى أن الجنود الإسرائيليين كانوا يرونه ويراهم بالعين المجردة .. وكل من يزور هذه النقطة الآن يعرف قربها من دشم القوات الإسرائيلية علي الضفة الشرقية من القناة .ولك أن تقارن بين لحظات استشهاد الفريق رياض بدانة زنتها مائة رطل .. وبين الانهيار النفسي الكامل للمشير عامر في سنة 1967 وعدم تحكمه في أعصابه .. وتخبطه في كل قراراته .. وعدم إدراكه لأي شئ من حوله .. أو معرفته بواقع قواته الحقيقي وما ينبغي عليه .. وخلطه بين ما كان يصلح في حرب 56 وما يصلح في حرب يونية سنة 1967 ..حتي أنه كان يصدر بنفسه الأوامر إلي الوحدات الفرعية بالانسحاب دون أخبار قيادتها بمجرد أنه يعرف هؤلاء القادة دون غيرهم ..فقد تعود علي الفوضى وانعدام الجدية والضبط والربط وعدم التسلسل التنظيمي وقواعد السيطرة للجيوش الحديثة وحتى القديمة .لقد رفض قائد الجيش الميداني المصري اقتراح الفريق عبد المعنم رياض يوم استشهاده بالذهاب إلي وحدات المشاة علي الخط الأمامي للجبهة لأنها تحت سمع وبصر الجيش الإسرائيلي .. ولكن رياض أصر علي الذهاب ولو زحفا ً .لقد أحب عبد المنعم رياض العسكرية حبا ً شديدا ً وآثر متاعبها وآلامها ومخاطرها الجسيمة وجراحها علي ما سواها .. فقد كان طالبا ً في كلية الطب لمدة عامين تحت إلحاح أسرته ولكنه لم يحبها ولم يقبل عليها .. فحول أوراقه إلي الكلية الحربية ليكمل مسيرة أبيه القائمقام محمد رياض الذي كان مدرسا ً بالكلية الحربية وقائدا ً لبلوكات الطلبة في الكلية الحربية حيث تخرج علي يديه عدد كبير من ضباط الجيش المصري الأفذاذ .ورغم أن هزيمة يونية لم يمض عليها سوي عامين إلا أن الشعب المصري قد خرج عن بكرة أبيه للمشاركة في جنازته في مشهد مهيب لم تر القاهرة مثله إلا يوم وفاة الرئيس جمال عبد الناصر .. حتي أن صحيفة الديلي تلجراف البريطانية وصفت وقتها موكب تشييع جنازة الشهيد عبد المنعم رياض بقولها :" إنه أكبر وأكثر المظاهرات الشعبية حماسا ً منذ قيام الثورة في مصر سنة 1952 .. كما وصفت الشهيد بأنه يعتبر من أكفأ وأقدر الضباط المصريين " .أما صحيفة الجارديان البريطانية فقالت : " إن وفاة عبد المنعم رياض قد رفعت الروح المعنوية للشعب المصري حيث عبر حادث استشهاده بين جنوده عن الروح الجديدة التي سادت الجيش المصري بعد معركة يونية سنة 1967 ".وقالت وكالة " يونيتد برس " الأمريكية :- إن عبد المنعم رياض ختم حياته علي العهد به رجلا ًُ مخلصا ً لجنديته في الخطوط الأمامية بعد أن شارك في عمل مستحيل وهو إعادة بناء القوات المسلحة المصرية .. وإن مصر وإن فقدت فيه جنديا فقد كسبت به بطلا ً شعبيا ً .أما صحيفة اللومند الفرنسية فقد كتبت عنه يوم استشهاده " إن عبد المنعم رياض تولي مهمة بعث الجيش المصري وإعادة تنظيمه بعد معركة يونية سنة 1967 وأنه كان شخصية محبوبة وله شهرته في المعارك في خط النار الأمامي " وتعد جنازة الفريق أول عبد المنعم رياض من أعظم الجنازات التي شهدتها مصر .. وقد خرج فيها ملايين من الشعب المصري تلقائيا ً ودون ترتيب حكومي لتعاطفهم الكبير مع رياض .. حيث أنه يعد أكبر رتبة عسكرية مصرية نالت الشهادة علي خط النار الأمامي وقاتلت بشجاعة وهي بهذه الرتبة الرفيعة منذ قيام الثورة .. لتبدأ العسكرية المصرية عهدا ً جديدا ً من الرجولة والشجاعة والإقدام والمبادأة .. وتستعيد ثقتها بنفسها .. وتعيد أمجادها السابقة .. وتبدأ بهذه البطولات إرهاصات نصر أكتوبر الذي أعاد للعسكرية المصرية العريقة مجدها الغابر أيام عين جالوت وحطين وفتوحات محمد علي لليونان وقبرص بل وطرقه أبواب تركيا .وهكذا انقضي عهد المشير ورجاله من تاريخ العسكرية المصرية ليبدأ عهد جديد وتبزغ نجوم جديدة قتلها من قبل بيروقراطية وفشل المشير عامر وشمس بدران لنسمع عن أبطال عظام في العسكرية المصرية أثناء نصر أكتوبر عام 1973 ومنهم علي سبيل المثال : المشير الجمسى ، المشير أحمد إسماعيل ، الفريق أول سعد الدين الشاذلي ، المشير أحمد بدوي ، اللواء عبد المنعم خليل ، اللواء سعد مأمون ، وغيرهم وغيرهم الكثير مما لا أتذكرهم الآن .. وعلي رأس هؤلاء جميعا ً المرحوم / عبد المنعم رياض .وهكذا بزغ فجر جديد للعسكرية المصرية العريقة .

________________________________
المصدر: http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=50712&Page=7&Part=1

الثلاثاء، 1 يوليو 2008

إنتخابات زيمبابوي


الزعيم الكبير روبرت موجابي (84 سنة) أقام الدنيا ولم يقعدها وشغل الناس في العالم هذه الأيام بسبب الانتخابات الرئاسية التي دعا إليها أول أمس ، وهي تمثل جولة الإعادة المفترضة مع منافسه الأبرز وزعيم المعارضة (مورجان تسفانجيراي) ، وكانت الجولة الأولى قد جرت في مارس الماضي ، وفاجأ تسفانجيراي موجابي والجميع بفوزه الباهر في الانتخابات ، وكانت النتيجة أن موجابي رفض الاعتراف بالنتيجة أو الهزيمة ، وأجبر لجنة الانتخابات على وقف إعلانها ، ثم جرت أمور كثيرة استخدم فيها موجابي صلاحياته كرئيس الدولة لإجبار مؤسسات القضاء والبرلمان على الامتناع عن الاعتراف بنتيجة الانتخابات ، ثم جرت وساطات دولية وخاصة من جنوب أفريقيا توصل الفرقاء فيها إلى الموافقة على جولة إعادة بين الاثنين ، وما إن تم الاتفاق على جولة الإعادة وموعدها حتى نشط الرئيس موجابي في حملته الانتخابية على طريقته الخاصة ، فشن حملة اعتقالات في صفوف مناصري منافسه تسفانجيراي ، ولما وصلته التقارير تفيد بأن حملة الاعتقالات غير كافية قام بحملة تصفيات جسدية لأعضاء حزب تسفانجيراي ، ثم قام باعتقال نائبه واتهمه بالخيانة العظمى والجاسوسية ، فأدرك زعيم المعارضة أن الخطوة التالية ستكون باعتقاله هو نفسه وتعليق رقبته على باب زويلة (الزيمبابوي طبعا) ، فما كان من الرجل إلا أن أعلن انسحابه من انتخابات الإعادة رحمة بالشعب وبأعضاء حزبه من القتل ، ثم هرب إلى سفارة هولندا في هراري قبل أن تدركه أجهزة أمن موجابي ، وهنا غضب العالم كله من هذا السلوك المتعجرف والفج ، باستثناء روسيا والصين لعلاقات اقتصادية مع موجابي ، ولم يكن الغضب هذه المرة من بريطانيا أو أمريكا أو المجتمع الأوربي بشكل عام ، وإنما حتى من أصدقاء موجابي ، حتى أن الزعيم التاريخي لنضال أفريقيا "نلسون مانديلا" ندد علانية بسلوكه وتصرفاته ، رغم أن مانديلا شديد الحذر ونادر الاتهام للآخرين في المعترك السياسي المحلي أو الدولي ، ولكن موجابي أصم أذنيه عن سماع النصيحة ، وأصر على إجراء جولة الإعادة ، رغم أنه لا يوجد منافس له فعليا ، ولكنه أصر على أن يكتسح الانتخابات ، وتجاهل النداءات الدولية بتأجيل جولة الإعادة حتى تتوفر الأجواء الأمنية والسياسية الملائمة والعادلة ، وحتى كتابة هذه السطور لم تعلن نتيجة جولة الإعادة ، لكن صحف موجابي "القومية" أعلنت أن الإقبال على التصويت كان "تاريخيا" هذه المرة بالذات ، ونسبة التصويت "ستكون" صفعة على من اعترضوا على الزعيم الكبير "موجابي" ، وبالتالي فلنا أن نتوقع فوز "السيد الرئيس" بما لا يقل عن ثمانين أو تسعين في المائة ، الطريف أن منافسه المنسحب دعا مناصريه أن يصوتوا لصالح موجابي إذا طلبت منهم الأجهزة الإدارية أو الأمنية ذلك حماية لأنفسهم من الموت ، حيث كانوا يمرون على البيوت والمكاتب لأخذ الرقم المسلسل لأوراق الاقتراع الخاصة بهم والهوية الخاصة بكل واحد منهم لتقديمها إلى مسؤول حزب موجابي "الاتحاد الوطني الأفريقي" ، وكان بعض أنصار تسفانجيراي قد حاولوا استخدام الخداع للهرب من مطاردة رؤساء البلديات والقرى ومندوبي حزب موجابي ، فادعت مجموعة من المعلمين أنهم أميون لا يعرفون القراءة والكتابة ، فما كان من اللجنة الانتخابية إلا أن أخذتهم وأشارت إلى أماكن البصم أو التعليم في ورقة الانتخابات ، يعني ما فيش فايدة ولا مفر ! ، موجابي يقترب من الخامسة والثمانين من عمره ، وإذا مرت الانتخابات الحالية كما يريد هو فهذا يعني أنه سيبقى رئيسا للبلاد حتى التسعين من عمره على الأقل ، يا قوة الله ، وكان الحكماء قديما يقولون : من شاف بلاوي غيره هانت عليه بلوته !
______________________________
المصدر: http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=50533&Page=1&Part=8